Download Kurdish Fonts : Ali-Web - Ali-K-Alwand - Ali-K-Sahifa -Unikurd

HOME

 

(العيّاش) علی وزن صالح مهدي (عمّاش)
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني
mohsinjwamir@hotmail.com

عندما يبتغي الطغاة ان يعيشوا متجبرين ، فانهم يقتلون و يسحلون ويعلقون مناوئيهم علي اعواد المشانق ... وعندما تريد الشعوب ان تنتصر ، فانها تكافح و تصبر علی آلامها وجروحها ... عندما يبتغي ابناء قابيل ان يتمتعوا كبهيمة الأنعام، فلا تروقهم الا الدماء ولا تقر عيونهم الا برؤية الاشلاء... وعندما يريد ابناء هابيل كرامتهم ، فانهم يدعون إلی السلم ولا يعتدون ... عندما يظلم الظلمة فان الامل يلههم بلذاتهم الفانية، ولكن لا يفلتون ويخسرون مهما طال الأمد... وعندما يدفع المظلمون شر الطغيان فانهم يضحون بدمائهم ويتحملون، و بالتالي ينتصرون مهما بعدت الشقة !!

لا زلت اذكر جحيم اتفاقية الجزائر عام 1975 بين صدام وشاه ايران وبومدين ـ وبموافقة الأمريكان، عندما انهارت الثورة الكوردية العظمی بحجمها و انتصاراتها ، و باعتراف صدام نفسه يومئذ ... ولا يمكنني أن انسی أبدا تلك الايام الحالكة التي كنت أری فيها البعثيين في مدينتي هـه وليرعندما كانوا من الكورد يضحكون" وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم إنقلبوا فكهين " وهم يسألون العائدين استهزاء وشماتة عن مصير الزعيم الراحل مصطفی البارزاني(هاااا....وين راح الملا ؟!) والكورد لا حول لهـم ولا قوة الا بالله العلي العظيم... ولا زلت أذكر أفواج موظفي كورد كركوك وخانقين ومئات العوائل يساقون إلی هه ولير بذل وهوان، وكأن القدر قد كتب علی جبينهم ليكونوا عبيدين إلی " يوم لا ينفع مال ولا بنون " ...! وكأن علی نفسها جنت براقش...! ولا زلت أذكر صوت السيارات في ليالي كوردستان القارسة والقارصة وهي تحمل العوائل من الجبال والوديان الكوردستانية إلی أماكن مجهولة لا يعلم بها حتی سائقوها... ومازلت أذكر أنه قد أتانا مدير جديد من الحلة وهو بعثي واسمه عليوي، وإن أول ما قام به هو أن أعاد الكتب المدرسية الكوردية، وأتی بالمنهج العربي، والطلاب الأبرياء يضربون الأخماس بالأسداس، وهم لا يفهمون منه شيئا... ولا زلت أذكر بأن آخرما كان المرء الشجاع يلتجئ إليه لكی ينأی بنفسه عن الإنخراط في صفوف البعث وغضبه هو أن يتحجج بمقولة الرئيس القائد (الإنسان الجيد هو البعثي الجيد)... رحم الله من قال " متی استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا...!"

وراحت الايام والأعوام، وذهب الشاه بعد ان ضاقت عليهالارض بما رحبت ومات بومدين موتة إغماء... ولم يعتبر الطاغية وتجبر، وجعل من نفسه إلها يعبد من دون الله، وذلت له رؤوس الرؤساء وأعناق الملوك، حتی تيقن أنه هو يحيي ويميت، وهو علی كل شي قدير ... فرش حلبجة بما رش من الغازات السامة، وحول المدينة في ساعات جد قلائل الي قلاع للاشباح بفعل الطامة الكبری، ماتت فيها بسمة الطفل وضحكات العرس والافراح... وازداد الطاغية ظنا بان يد العدالة لن تطاله لانه الوحيد الاوحد ، ولا رب سواه...!... وأنا أكتب هذه الكلمات والخيال ياخذني إلی الطيارين الذين اقترفوا هذه الجريمة، هل يضحكون ولا يتذكرون ؟ وهل هم مازالوا مع أزواجهم ينامون ويعشقون؟ كيف ؟ لست أدري !

وبدأ بالانفال ... وما أدراك ما الانفال ؟!!.. جريمة بشعة باسم سورة مقدسة نزلت من السماء لدفع الظلم عن المظلومين، ولكن كعادة المجرمين والطغاة في كل الأزمنة والأوقات في تسمية جرائمهم بأسماء براقة ومقدسات، لتدنيس إسم المبادئ والسوروالآيات... فاختاروه عنوانا لابادة الجنس الكوردي عن بكرة ابيه حتي لا تقوم لهم قائمة ، وتبقی بلاد كوردستان عن الثورة نائمة، ويهنأ قائد الضرورة بحياة ناعمة!!... وكأن ما آل إليه مصير فرعون وستالين وچاوچيسكو وسلوڤان وآخرين تتعب بذكرهم الذاكرة وتطول بهم القائمة، لن يصل إليه لأنه فوق التأريخ والجغرافية، لا... بل هو خالقهما وباريهما ... ولا يحيطون بشئ مما إقترفه هو وحاشيته ومن والاه، فالضحايا في القبور وقطيع البشرالراجف فرائصه بفعل الرعب المستشری في كل زاوية وبيت، يخفي ما في الصدور ولا ينبس ببنت شفة عما حوله يدور!!... غدر لا عين رأته ولا أذن سمعته ولا خطر على قلب بشر ! ... والأنكى من كل هذا وذاك ، ياتينا اليوم المعمم العراقي محمد (عيّاش) الكبيسي المقيم في قطر ليذكرنا بفتاويه التي تحاول بها تبرئة ذمة الطاغية، جرائم صالح مهدی (عمّاش) في فترة الحرس القومي ضد العراقيين و الكوردستانيين الشرفاء، والذي كان في طليعة من نقلوا جرثومة البعث والشوفينية حتی تعششت في أفكار ذوی العاهات وتوالت الويلات وسالت الدماء، وجيئ بشذاذ الآفاق إلی كركوك وباقي أراضي الكورد لإستباحة الحرمات ، منادين ـ إحنا البدو وين العدو ؟ ـ

ما ذكر فيما مر كان قطرة من أبحر جرائم يندی لها جبين من يملك قطرة من الحياء ، ناهيكم عن الحياء بمجمله... وهو خاص بكوردستان وليس بما جری لشعب الاهوار وانهاره، فلهؤلاء المساكين ـ كما للكورد ـ حكايات قد تطول روايتها إلی أكثرمن ألف ليلات، بعد أن تحولت بلادهم إلی نفايات ... ولا يعبر بالضرورة كذلك عن جبال الهموم التي يحملها قلب كل إنسان شريف جراء حماقات مجرم لازال يقدّس ويقدّر لدی أمثاله من بدو ومن حضر!! ولكن لا جرم إنهم كسيدهم خاسرون ،وفق أجل معلوم...

وجاء قدر الشعب الكوردی في هذا الجزء من كوردستان والشعب العراقي ليقول كفى ظلما واستهتارا !!.. كفى تيتيم الأطفال وسبي النساء وقتل الرجال ووأد الكرامة الإنسانية التي طالما تميز بها شعب كوردستان والعراق!!...ولبت السماء آهات الحياری، وجاء قدر رؤوس الطغيان كافة... ليدخلوا في السجن كافة، فلا تری لهم في الحكم والعنتريات والسيارات الفارهات والصروح والقصور الشامخات من باقية ، وهم في نقمة وأمراض ينقلبون" كأنهم أعجاز نخل خاوية"... ولسان حالهم و مقالهم يقول ما أدري ما حسابيه و" ياليتها كانت قاضية !"... وكل جبار منهم يود لو يمحی ما في سجله من جرائم ، ولكن لا طاقة له ولا قلم ، فهي مسجلة في كتاب مرقوم و معلوم والشهود باقون والشواهد باقية ، ولن يمر أسبوع إلا وتحكي مقبرة جماعية قصتها وبؤسها ... وذاق المجرمون عذاب الخلد في سجن الدنيا قبل يوم " لا يؤذن لهم فيعتذرون " .

أجل ! ... إن من يريد أن يعرف الظلم ويتعرف عليه لينال شهادة الماجستير أو الدكتوراه الفخرية وغيرها او جائزة نوبل ، فليقرأ تأريخ الكورد وكوردستان...

ومن يريد أن يعرف جرائم أبناء قابيل ، فليزر حلبجة وأهلها وليستمع إلی نساء وابناء وآباء وأمهات وأقرباء و قريبات من أنفلوا في كوردستان... وكذلك فليزر أهل المقابر الجماعية في جنوب العراق ليعلم ويميز صدق الحقائق من الفتاوی والكتابات المريبة للمعمم (عيّاش) الساكن في قطر والذي كشبيهه (هارون) لا يألو جهدا في إضفاء الشكوك علی جرائم النظام المباد.

إن دعوة عياش للكورد للعودة إلی سابق تأريخهم ، هي دعوة إلى محرقة عروبيين ، وبالتالي هي طرق علی حديد بارد...أما دعوتهم إلی الإسلام، ليطمئن السيد (عيّاش) بأن غالبية الكورد مسلمون ولكن ليس تحت تاج العروبة، وإنما تحت تاج "لا فضل لعربي علی أعجمي إلا بالتقوى..." و " ومن آياته خلق السماوات والأرض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم"... وإن هناك أحزابا إسلامية في كوردستان لا مثيل لها في أية دولة في المنطقة، وهي بجانب دعوتها إلی الفضيلة، تدعو نهارا جهارا إلی العمل من أجل حق تقرير مصير كوردستان ...وأصبحت ألأحكام (الظنية الدلالة) في عرف كوردستان ـ من يوم التحرير1992 ـ مفصلة وفق خصائص الزمان والمكان وليست علی مقاسات الآخرين في البلدان لأخری، وذلك إتباعا لأقوال جمهور العلماء (تتغير الأحكام بتغير الزمان المكان)...واعتمادا على أول وثيقة تأريخية إسلامية وهي أن الصحابة الكرام والمسلمين الأوائل ـ لا العرب ولا الأتراك ألأواخرـ عندما أتوا إلی كوردستان وبلغوا الرسالة وأدوا الأمانة، تركوا البلاد لأهلها، لم يستوطنوا ولم يعربوا كركوك ولم يستقدموا بني جلدتهم إلی ماوراء جبل حمرين ولم يقولوا للكورد الأحاديث المزورة والملفقة المنسوبة إلی رسول الإنسانية ـ صلی الله عليه وسلم ـ زورا وبهتانا، والتي ما زال الكثير من أصحاب (عيّاش) و(عمّاش) يرددونها بل يفلسفونها خدمة لأغراضهم و مطامعهم الدنيوية... مثل " من تكلم بالعربية فهو عربي " و" أحب العرب لثلاث، لأني عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي " و" من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية، فانه يورث النفاق "... مع العلم أن علماء الحديث من العرب وليس العجم ، عدّوها من الموضوعات والمفتريات سندا ومعنی.

ولو قرأتم كتب وترهات وخزعبلات عفلق لملئتم من هذه الأباطيل رعبا... والأسوأ من ذلك أن بعض النفوس التي استيقنتها جهلا أو كبرياء ، دعت الذين

يتكلمون بغير العربية إلی معالجة أنفسهم وإصلاحها، لأن فيهم علائم النفاق وعلة الشقاق، وذلك بأن يعودوا عربا في لسانهم وتفكيرهم وأخلاقهم...! تبّا لتلك الطروحات الهوجاء التي تخالف أبسط قواعد الاسلام...!... نقول لهؤلاء، ثبّتوا العرش ثم انقشوا !... وأصلحوا حالكم البئيس أولا، ثم اطلبوا من الآخرين ذلك!

أقول للسيد محمد عيّاش الكبيسي ... إن دين الكورد بكل خير، وإسلامهم بكل

عافية منذ اليوم الذي غاب عنه ذلك العجل المجسّد الذي قذف الرعب في كل قلب، ونشر الفساد في البر والبحر، وان اللباس الذي تريدون تفصيله اليوم عليه بمقالاتكم ليواري سوآته في حلبجة وفي كركوك وما سمي زورا وبهتانا بالأنفال ، وكذلك في الجنوب بما في ذلك الأنهار والأهوار، بل وفي كل بقعة وصلت إليه أنياب هذا الوحش في صورة إنسان... أجل ! ما هذا إلا مكر سيئ " ولا يحيق المكر السئ إلا باهله"...m