في اليوم الذي ألحق كوردستان بالعراق وفق مخطط مرسوم من لدن
الدول العظمی ذات المصالح، وذلك بموجب معاهدة سايكس ـ بيكو 1916... ومن ثم تأصل
هذا الواقع وهذا الظلم بفعل الدول المصطنعة في المنطقة التي أذاقت الكورد شتی
أنواع البؤس والمرارة طيلة أكثر من ثمانين عاما... تأتي اليوم أطراف من قوی
الشيعة والسنة لتمن علی الكورد وكأنها هي الوصية علی تحديد مصير الكورد
ومستقبله السياسي..!
عندما ناضل الكورد، لم يسأل طرفا ولا قوة عن الشكل الأنسب
لحقوقه والطريقة المثلی لنيلها... وفي الوقت الذي كان الكورد يتعرض للقصف
الكيمياوي والأنفال والتطهير العرقي في كركوك وخانقين وسنجار وشيخان والأخريات
من المناطق الكوردستانية، كانت أيادي البعض من هؤلاء الذين يتطاولون علی الحق
الكوردي اليوم ويتلاعبون بحق تقرير مصيره ملطخة بدماء الكورد، وكان لهم نصيبهم
في كل الجرائم التي أرتكبت بحق شعب كوردستان من زاخو إلی خانقين..!
إن الذين يأتون اليوم لتحديد شكل الحقوق من حكم ذاتي بعثي
ولامركزية مستوحاة من النظام التركي أو أية تسمية أخری، سوی الفيدرالية، بحجة
أن مفهوم الفيدرالية غير واضح لديهم..! إن علی هؤلاء وقبل أن يتفلسفوا، أن
يتريثوا ـ هم ومن يمثلونهم ـ ويقرأوا ويثقفوا أنفسهم ويحيطوا علما بالمصطلحات
الحضارية التي إطلع عليها الكورد منذ أمد بعيد، ثم يأتوا ويفاوضوا الكورد
ويقطعوا مشوارالحوار...
إن علی الكورد أن يرفض مواصلة الحوار مع من لا يريد أن يفهم
أو يريد مخادعة الكورد بترحيل القضايا بذريعة عدم إستعداد شعوبهم وعدم تقبلهم
لمثل هذهالمفاهيم في الوقت الراهن، وبالتالي إتاحة الفرصة ريثما يفهمون
ويدركون، وحينئذ تأتي الحقوق علی طبق من ذهب للكورد..!
إن هذه الإدعاءات ماهي إلا أكاذيب وتنصل وهروب متعمد، وما
يراد منها إلا تمرير الوقت لحين تقوية مواطئ أقدامهم وعضلاتهم... وقتئذ يقضون
ويجهزون حتی علی البقية الباقية من فتات الحقوق... وآنذاك ينادون لتحيا الأخوة
العربية الكوردية..!
إن للكورد في هولير وبرلمانهما يغنيه عن صدقات بغداد... إن
ترتيب البيت الكوردي أولی من بناء الآمال علی ألأنقاض، وإن ما خربه الدهر لا
يصلحه الحكيم...
لذا عودوا إلی هولير ـ يا قادة الكورد ـ اليوم وليس غدا..!