لاشك انهلا امل لتركيا في ان ينال التركمان مستقبلا حق
الولاية على كركوك بعددهم مهما تغيرت الاحوال والظروف، والاطراف التركمانية
لم يبق لديهم امل سوى مسك ذيل تركيا للجري وراءها لعلها تقنع الاطراف العراقية
بوضع عقبات امام عودة الكورد الكركوكيين، او على الاقل منع العرب المستوردين من
الرحيل، وذلك بتفريغ المادة 58 من محتواها، والعودة الى الوراء.
ولكني اعتقد ان خطأ كبيرا ترتكبها الاطراف العراقية التي
تعتقد انها بموقفها هذا قد تزداد قوة مقابل الكورد ان ارادت تخويف الكورد به
للتنازل عن حقوقه وخاصة فيما يخص كركوك. ثم ان هذا الاسلوب وفي هذا الظرف
الحساس يعد خرقا للاتفاقات والتحالفات التي يؤمل ان تصل الى نتائج ايجابية اذا
حسنت النوايا مع شعب كوردستان، ويعتبر كذلك مؤامرة تحاك وراء الكواليس ضد
الكورد الذين ما خانوهم لا في العهد ولا في الوعد، ولا زالوا على وفاءهم. ولا
التركمان يجنون من تحركات بعض مسؤوليهم ما يفيد مستقبل اجيالهم، لان تركيا لا
يهمها مستقبلهم بقدر ما تهمها مصالحها في جعل التركمان مطية للوصول الى اهدافها،
والتاريخ على ما نقول شهيد.
لقد كان الاجدر ان تجتمع الاطراف العراقية في منتجع صلاح
الدين في ههوليرعاصمة كوردستان، كما اجتمعوا فيه ايام المحنة، او في منتجع
دوكان بدلا من منتجع بوللو التركية، فهما اضافة لكونهما اجمل، كان الاجتماع
هناك دليلا على حرصهم على وحدة المصير ووحدة التعايش التي طالما اتهموا الكورد
برفضهما، اضافة الى انهكان بمثابة دفعة للمداولات التي تجري في اروقة و صالات
الاجتماعات الحاسمة التي قد تخرج بقرارات تخدم شعبي كوردستان والعراق لترسيخ
اسس بناء دولة فدرالية مثالية تكون بداية للاستقرار وفق دستور تقدمي يعبر عن
استقلالية القرار بعيدا عن بنود يأمل الجانب التركي الاجنبي فرضها على اطراف
تدعي انها مستقلة في قرارها... فالتساؤل الآن هو هل الدستور سيكون ملبيا
لطموحات شعبي كوردستان والعراق ام سيتلائم مع اطماع تركيا التي لا تريد للدستور
ان يشبع اهوائها فحسب، بل يكون تمهيدا للدخول العسكري في المنطقة ايضا وبداية
لمرحلة تضر الجميع و تقصف بكل المكتسبات؟