دولة كوردستان بعيون عربية
تضامنا مع مثقفين عرب
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني
mohsinjwamir@hotmail.com
عقلاء القوم السادة الكرام سعد الشديدي، اياد صبري ورشاد
السعيدي
...
نشروا مقالة بعنوان
" عاشروا
الأكراد بالمعروف او طلقوهم بمعروف "...
العنوان مستوحاة من آيات كريمات في
القرآن الكريم (
فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف
) [
الطلاق :2 ]
و(
فامساك بمعروف أو تسريح باحسان
) [
البقرة:229 ]
وكذلك (
فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن
بمعروف، ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا، ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه..)
[ البقرة
:231 ] وكلها
تدعو الی حسم قضية العلاقة المضنية والمليئة بالشقاق والعراك باحد الحلين إما
الوفاق إن تيسر وتوفر واما الطلاق إن استفحلت سبل الاصلاح و استحال رأب الصدع
بين الزوجين او الشريكين...
وان كانت
الآيات وردت بخصوص الحالة الزوجية، ولكن تؤخذ بعمومها وحكمها والدروس الكامنة
وراءها، تلك التي تمس العلاقة البشرية بعضها ببعض والتي تكون معرضة للهزات
والتقلبات وبالتالي داعية إلی ايجاد حل يعيد حالة الاستقرار إلی مجراها وفق
اتفاق او عهد تلتزم به أطراف الصراع والخلاف، ولا تخلو هذه الحالة من تنازل طرف
لطرف أو خسارة ما، ولا بد من اللجوء إلی حكم "
اهون الشرين "
او إلی قاعدة
" الضرر الأشد
يزال بالضرر الأخف"
أو"
يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام
" حتی
لا تتضاعف الخسارة وتتعقد الخصومات أكثر.
خلاصة اطروحة العقلاء هي أنه طالما الأكراد يريدون
الاستقلال وقد صوت أكثر من
90%
منهم لصالح الانفصال وتشكيل دولة
كوردية، وكانت كل حركاتهم وثوراتهم تنحو هذا المنحی، فلا حاجة إذن إلی إعادة
الكرة والدخول في نفق مأساة العراق في غنی عنها..!
وليكن العراق اول دولة تعترف
بكوردستان !
الحقيقة، كل الحق مع هؤلاء العقلاء
...
بعد ثمانين عاما من الخبرة في
التعايش بدون دولة خاصة أو كيان ذاتي معترف به، وفي شقاق ومشاحنات، أضحی الحفاظ
علی الوحدة الوطنية ـ اللهم إلا إذا كانت دولة داخل دولة، كما هو الحال الآن ـ
تقليعة وصيحة لا صدی لها...
فلو كانت كوردستان مستقلة، لكان
العراق غير عراق اليوم ، ولما كانت المسافة بينه وبين العالم المتمدن كالمسافة
بين الانسان والقرد، وكانت كوردستان بحق سويسرا الشرق...
ولما حدثت حلبجة ولا وقعت
الانفال ولما ذهب الناس شذر مذر...وكانت
الاخوة العربية الكوردية أقوی مما عليها الحال اليوم، والحزام الضعيف الذي يراد
أن يربط به العراق (كورد
وعرب فرد حزام)
بالشعارات والهتافات التي لا تتجاوز
غضاريف الحنجرة وكلها نفاق وهدروهوس ليس إلا، كان أقوی وأشد
. وليس ثمة
كوردي في مشارق الارض ومغاربها ،حتی لو كان ساكنا او عابدا او ناسكا او متهجدا
في الحرمين الشريفين لا يريد ولا يدعو ربه ان تكون كوردستان مستقلة...
هذا الحلم يراود الكوردي ما
بقي في الحياة وإلی يوم (
وإلتفت الساق بالساق
) حتی لو كان
جالسا علی عرش الرئاسة ...
ولابد من الفراق، ولكن باحسان واتفاق..!
ماكو فايده..!
أنا شخصيا أضم صوتي إلی اقتراحكم الصائب، واود أن أنوه فقط
إلی ان الحديث الذي يقول
"
أبغض الحلال عند الله الطلاق
" حديث ضعيف
لا يعتد به، كما يقول الشيخ الشعراوی وعلماء الحديث، لان ذلك يعارض ما أباحه
الله من حق الطلاق والفصل بين الشريكين إن أرادا...
اذا كانت لكل منا
دولته وجمهوريته، لا يعني ذلك أننا سوف نتزاور بالتاشيرات..
لا أبدا
!..
بل سنستقبلكم عند
جبل حمرين بالورود والقبلات، دون الجواز والأوراق، ونتزاوج حينئذ بدون طلاق..