Download Kurdish Fonts : Ali-Web - Ali-K-Alwand - Ali-K-Sahifa -Unikurd

HOME

حسنا قال الجعفري...ولكن اذا اوفی..!
ومرورا بالسودان

محسن جوامير ـ كاتب كورستاني
mohsinjwamir@hotmail.com

في المؤتمر الصحفي الذي جمع كلا من السيد رئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني والسيد رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري في10/7 /2005 ، اكد الاخير علی التزام التحالف العراقي بالاتفاق المبرم بينهم وبين قائمة التحالف الكوردستاني حول كركوك وما جاء في قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية، مستطردا ان ديموغرافية كركوك تعرضت الی تشويه لاعتبارات سياسية، وسوف يدعمون كل الخطوات التي تصحح هذه الحالة، ووثق تاكيداته هذه باعتبار ان( العراق دولة القانون، وكل الامور يجب معالجتها وفق القانون ).

يبدو ان تصريحات الجعفري هذه وتاكيداته جاءت علی خلفية الجمود الذي شاب العلاقات بين الطرفين وتحذير مام جلال في رسالته الیه مشيرا الی عدم امكانية السكوت والقبول بفرض امر الواقع علی الكورد، نتيجة تلكم التصريحات التي صدرت عن مسؤولي قيادة الائتلاف العراقي، والتي طغت عليها الضبابية وعلامات التملص من الالتزام الموقع عليه بالاحرف الاولی بين التحالفـين وبالاحری فيما يخص تطبيع الوضع في كركوك وفق الآلية التي هي بانتظار التنفيذ ليس الا ، وهذه الحالة انعكست سلبا علی الشارع الكوردي وموقفه من قيادته بحيث جعلها في زاوية حرجة وفي حيرة من امرها، وبالاخص لان هناك اعدادا لا تعد ولاتحصی في طابور الانتظار من كورد كركوك سواء من العائدين الساكنين في الملاعب والخيام التي تصلح لكل شئ الا للانام، او المنتظرين من خارج كركوك بانتظار ما سيقوله السا سة الكرام، وهم تخفق قلوبهم ليوم العودة الی موطنهم وبيوتهم باسرع ما يمكن لتاخذ الامور والحقوق مجراها، ويبدأوا ببناء وطنهم الذي ابی نظام الصنم ان يتنفسوا فيه الصعداء، لكونه أتی بآخرين غرباء عمدا وعن سوء نية وسبق اصرار، ليزرع بذلك الحقد والبغضاء بين الشعوب الی يوم الحق، ولكن لحسن الحظ ان القدر لم يمهله واتی عليه ما لم يحتسبه..!

ان قول السيد الجعفری( ان العراق دولة القانون، وكل الامور يجب معالجتها وفق القانون ) ياتي في وقت يوجد في العراق كل شئ الا القانون، بل هو مصلوب علی اعواد مشانق الارهاب ، وفي كل يوم يسلخ منه بند او تدفن منه مادة بقنبلة او بسكاكين حادة، خاصة تلكم التي تتعلق بالجريمة والعقاب ... مع ذلك فاذا صحت النيات وتحولت العهود والاتفاقات الی حيز التنفيذ والاجراءت " والموفون بعهدهم اذا عاهدوا " واصبح القانون من الان فصاعدا هو المرجع والاساس ـ ولا بد ـ في اتخاذ المواقف، بعيدا عن السكين و الرصاص، وعند اطلاق التصريحات سواء في الداخل او الخارج وعند الخواجات، حينئذ تختصر المسافات للوصول الی الاهداف والغايات، وتحقيق الآمال والامنيات باقل الخسائر وبعيدا عن الآهات والحسرات الصادرة من صدور امهات الكورد اللواتي ما طردن وما شردن من وطنهن إلا لان ربهن خلقهن كورديات..!

من المؤسف ان الغموض في المواقف وتناقضاتها والتاثر بمواقف ورؤية الدول الاقليمية التي لها مشاكلها الخاصة بها، كان سيد الموقف في الفترة السابقة . و كل هذه الامور خلقت حالة فقدان التوازن من لدن جماهير الكورد التي توسمت خيرا بالحكومة الائتلافية، بالذات بعد تصريحات السيدان الجعفري و عبدالعزيز الحكيم ، بحيث اما كانت مجزأة او ضبابية او لم تكن حاسمة بشان قضية كركوك وبقية المناطق التي حسموها هم بحسب الاتفاق قبل تشكيل الوزارة، او في احسن الاحوال كانت تحمل اكثر من وجه، في حين انه قضي الامر واصبح الحل السريع من الثوابت التي لا اجتهاد فيها، و لم يعد القرار يحتمل اكثر من معنی، وهو باختصار و بالعربية الفصحی : ان المهجرين يعودون الی كركوك ومناطقهم السابقة ويعاد المستوطنون الی اماكنهم التي أتوا منها، بكل تقدير، وعلی قاعدة " لا ضرر ولا ضرار "...!

ان اطلاق التصريحات التي تنافي العهود التي ابرمت، من اجل خطب ود هذه الدولة او تلك التي لا تعجبها اتفاقيات الحليفين العراقي والكوردستاني ولا اتفاق الجميع، تجعل مصداقية الطرف الذي ينكثها في وضع مربك ومشكوك فيها علی المدی القريب وتفقد اصالتها علی المدی البعيد، ويستعصي بالتالي حل المشاكل، وتتفاقم الازمات بسبب انعدام الثقة مستقبلا ، لان الناس يريدون الافعال والخطوات وعلی الاخص فيما يتعلق بكركوك، حيث يحسبون الايام، في حين ليس هناك سوی الكلام غير الموثق بالاجراءات ، و الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، بل يشبه الی حد كبير ما آلت اليه اتفاقية 11آذار في العام 1970 ، وما حصلت بعدها من الكوارث التي مازال الكورد يدفع ضريبتها ويروي حكاياتها..!

فعلی سبيل المثال لا الحصر، تركيا لم تعترف في يوم ما بوجود الكورد او غيرهم وتعض عليهم" الانامل من الغيظ " دائما، وكيانها وجد اساسا علی هذا التوجه العقيم الذي يعني ان لا كورد تحت الشمس وان الارض للترك الی يوم " الحاقة ما الحاقة "، بشكل القی بظلاله حتی علی تفكير فلاسفتهم ان كان لهم فيلسوف، ناهيكم عن الطبقة الادنی من كتاب وباحثين واصحاب فكر، بله عن عامة الناس الذين ليس بغريب عندهم تصور ان سيدنا آدم كان تركيا..!

فالكورد في كوردستان تركيا يتجرعون علقم الفلسفة الاتاتوركية التي يوافق عليها الاتراك ويتنفسون بنسيمها ويدعون لها بالتوفيق والعمر المديد بالغدو والآصال، وبالتالي فهم مستعدون دون ارادة وكيفما كان ان يدخلوا حتی بلاد الآخرين وباي شكل لضرب عصفورين اوعصافير بحجر واحد بذريعة ملاحقة من يخالفونهم ويهددون امبراطوريتهم، حتی لو دعا هؤلاء المخالفين، المسؤولين الاتراك للجلوس الی طاولة المفاوضات، للصلح والسلام واسكات لعلعة الرصاص والقاذفات في عصر التفاهمات، وفتح صفحة جديدة من العلاقات، كما جری ويجري في الارض شرقا وغربا، قديما وحديثا، ليلا ونهارا، هنا وهناك فيما وراء المحيطات... وان كنا علی يقين بان ما حصل في العراق ستمتد آثاره بشكل او بآخر الی بلاد اخری بحسب قانون انتقال عدوی رياح التغيير كما نلاحظ بوادرها، ولكن " لكل اجل كتاب " ..

الائتلاف العراقي ، اضافة لكونه من التكوينات الاساسية الكبری، فان كونه يحمل فلسفة و فكرا ، يفترض ان لا يتنازل عن اساسياته الفكرية والقيمية وتعهداته من اجل ارضاء سياسات الدول الاخری علی حساب الكورد، ناهيكم عن الخلفية المشتركة التي تميز طبيعة العلاقات العربية الكوردية في مزاياها عن طبيعة العلاقات الكوردية التركية الشاذة لعوامل لا مجال لذكرها هنا، بحيث لا يجوزحتی المقارنة بينهما، فهي في الفرق كالفرق بين الثری والثريا... وتنسحب نفس القاعدة علی العلاقة التركمانية التركية... فتركيا لا تريد حتی مصلحة التركمان، بقدر ما تريد ان تستعمل بعض تجمعاتها، لتسوء العلاقة بين العرب والكورد... وهي علی دراية تامة وحسب الوثائق و الاحصاءات القديمة والحديثة والتي اكدتها الانتخابات الاخيرة، بان التركمان سواء عاد الكورد ام لم يعودوا الی كركوك، فهم يشكلون الاقلية ولن يروا في يوم ما محافظـا تركمـانيا( وليس من باب الشماتة ) اذا اعتمد( برفع التاء ) مبدأ الاكثرية والاقلية في الاختيار فقط ، والحالة الوحيدة التي يفوزون فيها بالاغلبية ، هي عندما تفرغ المدينة من الكل... ولكن بما ان الامر يتعلق بالكورد ، فهي تريد ان تكون المشاكل والبلبلة بين الكورد وغيرهم عالقة وطرقهم شائكة ولا تحل الی ابد الآبدين و تبقی الصراعات الی يوم القارعة ولو كان علی حساب التركمان والآخرين والتضحية بهم اجمعين . وقد تسخر من اجل تحقيق اهدافها جماعات منهم تذهب يمينا وشمالا لتعكير صفو العلاقات بالاشاعات وتسميم الاجواء بالتلفيقات ونسف جسور الثقة بالخزعبلات بين من وقعوا العهود ووعدوا بالالتزام بها تحقيقا للسلام والوئام في المنطقة التي تغلي بالمشاكل ، كما هو الحال مع الجبهة التركمانية، فهم في اثارة الفتن وزرع النعرات وبث المتنفرات" لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس"..!

اذا ما توصلت حكومة الرئيس السوداني عمر البشير مع اهل الجنوب بقيادة جون قرنق العدو اللدود، والكل في عداوته جاوز الحدود، الی اتفاق سلام وفق شروط تضمن مصلحة الجميع وفق نقاط وبنود، ورقص كوفي عنان فرحا علی انغام الموسيقی والعود، واصبحت غرفة قرنق بجوار البشير ولا يمكن توقيع مرسوم دون اطلاع و موافقة قرنق العنود... فما بالكم بطرفين في كوردستان والعراق، ما خالطت علاقتهما شائبة لا في زمن الاحفاد ولا في العصور الغابرة..؟

حينما كان الطواغيت يجوسون خلال ديار كوردستان بالفساد والقتل والجحود، كانت تاتيها الفتوی من الجنوب بالنصرة وبلا حدود، وكان حصن كوردستان في الوقت نفسه قد تحول الی حضن ام لكل عربي ودود او مظلوم يبحث عن مأمن وملاذ بين اخوته الكورد، واختلطت دماءهم ودموعهم في بعضها... بكوا معا في ايام ( الحظ المنكود ) وضحكوا سوية في يوم غادر الصنم المعهود الی مزبلة هامان وفرعون ومن اشرفوا علی حرق اصحاب الاخدود... وجاءت صيحة الحق : انما للصبر حدود ! كما غنت لنا سيدة الغناء العربي ام كلثوم قبل ثلاثة عقود...

اليس هذا التاريخ الناصع الخالي من اية نكتة سوداء، بكاف لهم ان يرتبوا بيوتهم بالتشاور مع برلمان الكورد ورئيس كوردستان في كل امر وشأن، لاعادة الحق الی اهله وكركوك الی اهلها وفق ما جاء من اتفاق بينهما، ومن الاقرار بما يريده كل شعب لبناء مستقبله، لا اجباره ولا اكراهه ، فكما انه " لا اكراه في الدين " كذلك لا اكراه في تحديد صورة العيش لاي انسان ولا اختياره، فكيف بشعب يستكثر عليه الشوفينيون حتی علمهالذي اختاره لنفسه ، في حين لا يخلو ناد من النوادي ولا شركة من الشركات ولا فريق من فرق الكرة او الكراتيه او البوكسات من علم خاص بهم ورمز لهم دون غيرهم علی السطوح والشرفات... نعم في حين ـ وكما يقول الاستاذ عدنان الباججي ـ هناك في الباسفيك دول صغيرة لا تتجاوز نفوسها عن 20 الف شخص، لها كيان وعلم ومقعد في مجلس الامن وسفراء وتمثيل دبلوماسي..!

لعل من فائدة الكورد والعرب ان يستفيدوا من السودان، وان يتباحثوا في كل شئ ، صغيره وكبيره، فيما يخص علاقة العراق بكوردستان ، وان ينتظروا سنوات، قبل ان يقرروا شيئا ركضا وراء العواطف والمثاليات الشرقية التي طالما تعودنا عليها وبحت أصواتنا بها، والتي خربت ديننا ودنيانا مثل (الحفاظ علی الوحدة الوطنية) ولكن من دون حقوق تناسب كل شريحة او(كورد و عرب فرد حزام) ولكن من حزام من نار...

لقد قال شيوخنا قبل مئات الاعوام قولا يستحقون عليه نيل جائزة نوبل للعقل ، وبنوا عليه حكما فقهيا يفيدنا الی يوم الحق والقيام، وهو (من استعجل الشئ قبل اوانه، عوقب بحرمانه) ای: يا ايها الكورد! لا تستعجلوا امركم و لا تكونوا بسطاء وتسلموا انفسكم لقدر العراق من دون ضمان، ودون الانتظار لما هو فهي صالحكم... أغلقوا حدود كوردستانكم بوجه شهوات الطامعين في بلدكم وفي أعراض بناتكم ونساءكم بل وكذلك ذكوركم وشبابكم، وحافظوا علی استقلالكم... والا سيرسل اليكم ويظهر بين شبابكم السقط والمرضی امثال ( الشيخ زانا) زرافات ووحدانا، هذا السقط الذي يقف امام ظاهرته العقل والعلم والفلسفة ومنطق الاشياء قبل الايمان و الدين؛ حيرانا..! ولعل هناك هدايا اسوأ في الطريق...!

تريثوا في كل شئ و قلبوا الامور ، وعودوا الی صوت الشعب في تقرير مصيركم ، حتی تصلوا الی الثمرة وهی ناضجة لا نيئة، ولا تترددوا في قول (لا) اذا كانت النتيجة سيئة، فالشعب يرمقكم ببصره من كل حدب وصوب... ولا تحسبوا ان حديث ( ابغض الحلال عند الله الطلاق)من صحاح الاحاديث متنا و سندا وعقلا، هذا قول ضعيف ، كما صرح بذلك شيخ الشريعة والعقلاء الشعراوي، لكونه ايضا يخالف روح القرآن في اباحة الطلاق في حالة عدم تحقق الوئام والسكن والرحمة والمودة والفهم المشترك في ( الالتصاق ) ، ولا يعني الطلاق الخصام في كل الاحوال، لان العملية كلها وجلها " فامساك بمعروف ـ او ـ تسريح باحسان" ... وكلامي هذا موجه ايضا الی اخواني اصحاب الهمم في لجنة الدستور في بغداد من عرب وعجم ، من الذين يؤمنون بالعدل والاحسان بين الامم، ويرفضون الغطرسة عند التعامل مع المبادئ والقيم؛ لانها ليست من الشيم...

اذا اراد الاخوة العرب ان نعيش معا فلنزن معا كل شئ بالقسطاس المستقيم، فلا نبخس حق احد ولا نقطع ارض احد، هذه حدود ارضك وهذه حدود ارضی والخط الفاصل والازلي هو جبل حمرين... اذا اغتصبت ارضك، علي (بتشديد الياء) ) ان اعيدها اليك ، واذا اغتصبت ارضي اعدها الي، علی شريعة الله ورسوله وقوانين السماء والارض... ربنا وربكم يقول " ويل للمطففين، اللذين اذا اكتالوا علی الناس يستوفون، واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون" يعني الهلاك والعار للذين اذا طلبوا حقوقهم من الغير طلبوها كاملة غير منقوصة، اما اذا طلب الاخرون حقوقهم منهم، حينئذ يبخسونهم ويعطونها ناقصة...!

نحن الكورد نريدها عدالة لنا وللاخرين ، خاصة لاننا في الوقت الذي كانت ايدي الآخرين في الماء، كانت ايدينا في النار. قد يقال للكورد ضحكا علی الذقون ، ان الذين استوطنوا في كركوك هم اخوانكم ، دعوهم وشأنهم ..! ونحن نقول لهم اذا كان ( العرف ) يقول هكذا، فالشرع والقانون يقولان غير هذا، حتی لو كان الغاصب كورديا... الاخوة الحقيقية تتحقق عندما لا يغدر( بضم الياء ) احد بشكل مباشر او غير مباشر... كيف تريدون مني ان اعتبر الذي اسكنه ( بفتح النون ) صدام في بيتي في كركوك لكونه عربيا ، وطردني منه لكوني كورديا، أخا ... هل هكذا يقول الشرع والقانون والعقل ؟ ماذا كان موقفكم اذا كنتم مكاني؟... حتی بغض النظر عن الهوية القومية . لو انك كنت من ساكني بغداد، وجاء اخوك الظالم او جيئ به واستولی علی بيتك ومزرعتك واغنامك، وطردك حيث شاء ، ماذا يكون موقفك..؟ هل تتركه وشانه يلهو ويتمتع بهم ويتوكأ هناك حرا علی عصاه ويهش بها علی غنمك او غنمه ، ام تكرهه وتتحين الفرص الی آخر نفس من صدرك لتنتقم منه طالما لم يعدهم اليك ..؟ وماذا يجب ان يكون موقف القانون تجاه هذه الجريمة ..؟... كم من حالات القتل والحبس والشقاق والعراك تحدث نتيجة هذه التجاوزات وكم من عرائض الشكاوی مصفوفة علی رفوف المحاكم مطالبة ارجاع الحقوق التي هضمت والملكية العقارية التي سلبت والمزارع التي غصبت والاموال التي نهبت من القريب او البعيد ؟ هل ستتوقف كل هذه المعاملات ولا يعود الحق الی أهله ، حتی نجبن ونسكت عن كركوك واخواتها اللواتي اغتصبن وانتهكت اعراضهن و نصبح " كباسط يديه الی الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه "..؟ ومن المثاليات في الشرق ـ وللاسف ـ ما قتلت وهلكت وانتهكت !

يا حسرة علی الشرق ! في دولة نحسبها كافرة(!) مثل السويد يبحث الناس الان وبكل جد عن الوسائل التي توصل المجتمع الی تحقيق (العدالة بالمليم) ... وعباقرة العراق يبحثون الیوم عن الوسائل والحيل القانونية التي تؤصل بقاء الغاصبين ،باسم الاخوة والدين ... تبا لهذه الاخوة الی يوم الدين...! .. ألا هلكت تلكم القرارات التي تقول ان (ابا لهب) علی الكورد، قد غلب..!

ان الذي يساوی بين( السكن العفوي ) للكوردي في بغداد او البصرة بالاسكان القصدي والقسري للعربي الذي اسكن في كركوك وخانقين وبقية المناطق وفق خطة عنصرية منظمة ومبرمجة وموقوتة ، هو كمن يساوي بين الزواج والزنا من حيث كونهما عملية ميكانيكية متشابهة مائة في المائة ، و كذلك بين المال الحلال والمال المسروق...

لا قانون يمنع ولا احد يرفض ان ياتي شخص من الانبار و يحصل علی قطعة ارض او بيت في السليمانية او اربيل او اية بقعة من كوردستان ، وكذلك العكس... ولكن لا قانون يسمح لاحد ان يجبر اهالي بلدة في كوردستان ويسوقهم كقطيع الأغنام ليسكنوا في الرمادي او الجنوب بامر من الرئيس المغوار، و بالعكس..؟ لا غبار في الانتقال الطبيعي والهجرات الطبيعية سواء للكورد او العرب او الاخرين ، وهذا جار في كل الدنيا ولا ضير. لقد جاءت عوائل عربية طواعية الی اربيل واصبحوا هوليريين ومازالت اسم( محلة العرب ) باقية علی الألسن واللوحات ، وراحت عوائل من السليمانية طواعية الی بغداد وصاروا بغداديين ... ولكن الطامة الكبری هي في التهجير القسري والاخراج الذي يقصد به قلع طائفة او امة من جذورها " واخراج اهله منه اكبر عند الله، والفتنة اكبر من القتل " والاتيان بطائفة اخری تحديا وتجبرا ومن دون ان تاخذ العدالة مجراها كما امرنا بها ربنا وربكم " واخرجوهم من حيث اخرجوكم ، والفتنة أشد من القتل "..!

لذا، طالما بقي هذا الموروث البعثي في كركوك واللوثة العفلقية في خانقين وسنجار و شيخان ومناطق اخری من كوردستان، طالما بقيت العلاقات سيئة، بل صائرة الی الاسوأ و"علی شفا جرف هار" سواء شئنا ام أبينا، وقابلة للاشتعال والانفجار في كل حين وآن، ولا يتحمل وزرها الا من بيدهم الحل والعقد في العهد الجديد، الذين لم يتحركوا لحد الآن ساكنا، وقلوبهم لاهية، بحجج تكاد تكون واهية لا تعتمد، ولمساومات سياسية لا تجدي اذا ما اريد للشعوب ان تعيش في ظل العدالة التي مازلنا نلعن بسبب فقدانها النظام السابق ...

حينما أخطا السيد الجعفري في قراءة اليمين الدستورية، اعترضنا واستدرك، قلنا له أحسنت!

وبعد ذلك أبطأ في تنفيذ المادة 58 بشان كركوك، اعترضنا واستدرك عند مام جلال ، واعدا اياه تنفيذ القانون باسرع وقت....

واليوم اذا ما صح القول عند الجعفري واوفی بالوعد والعهد، نقول له: أحسنت وأجدت صنعا وانت اسد، ولكن ليس مثل ذلك ( الاسد ) الذي نعرفه، انا وانت... !...

وان لم تفعل، فهذا فراق بين الكورد وبينك الی الابد !

" فانتظروا اني معكم من المنتظرين ..!" لما سيسفر غدا عن الوعد..!