بعد لقاء السيد زالماي زاد السفير الأمريكي في
العراق بمجلس إدارة كركوك لبحث أوضاع المدينة، وردا علی سؤال أحد الصحفيين حول
تطبيق المادة (58) بخصوص العرب المستوردين، قال: إن العرب الوافدين الذين
يريدون العودة إلی مناطقهم يجب تعويضهم، والذين لا يريدون العودة يمكنهم البقاء
في المدينة، مؤكدا علی ضرورة مراعاة الامور الإنسانية عند تطبيق المادة (58) من
قانون الدولة...
وأضاف زالمای: إن العوائل العربية التي جلبها
صدام ضمن سياسة التعريب إلی كركوك، فإن هؤلاء لا ذنب لهم، ومن حق أي عراقي
العيش في أي مكان في العراق وإنهم أحرار في الرحيل أو البقاء..!
إن هذا التصريح يأتي وبهذه الصراحة، بعد ان تسنم
الممثل الامريكي منصبه كسفير لأمريكا، وفي وقت تمر كوردستان والعراق بأشد
الأوقات حرجا وحساسية، بسبب الخلافات حول بعض البنود الأساسية التي تشكل عصب
العلاقات الكوردية العراقية، والتي من شأنها إعادة الأوضاع إلی ما بعد قانون
إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية التي شهدها العراق وخلق حالة فوضی
إدارية جديدة. وكذلك يأتي تماما مخالفا لما ورد في المادة (58) بشأن اعادة
المستوطنين العرب إلی مناطقهم وتهيئة السبل الكفيلة بتوطينهم في أماكنهم التي
جاؤوا منها، وبالأحری بعد ما كادت هيئة تطبيع الأوضاع في كركوك برئاسة السيد
حميد موسی، تبدأ بعملها.
إن مثل هذه التصريحات التي لم يسبق أن أطلق
مثيلها من مسؤول أمريكي كبيرسابقا، تثير شكوكا كثيرة لدی المواطن الكوردستاني
وفي هذا الظرف بالذات حيث الحرب الدستورية علی أشدها، حول مدی حيادية الطرف
الأمريكي في التدخل في الأمور التي سبق وأن وضعت الأطراف المتصارعة آليات
لحلها.
إن هذا الموقف اللامسؤول من زالمای والذي يخالف
ما اتفقت عليها الأطراف، ما كان يجب أن يمر هكذا مرور الكرام من طرف إدارة
كركوك والتي تقف قائمة التآخي في قمة هرمها، لأن السكوت لا تستتبعها إلا
تصريحات أشد وأجراءات لا تحمد عقباها..!
وعلی حكومة كوردستان وبرلمانها إبداء موقفها من
هذا الأمر، قبل أن تستفحل الامور بقرب الإنتخابات التي قد تكون علی الأبواب...
حينئذ يكون العرب المستوردون سادة المدينة ومدرائها، والكورد يضربون الاخماس
بالأسداس أمام السادة البعثيين القدماء..!
فهل من سامع ومجيب..؟!