Download Kurdish Fonts : Ali-Web - Ali-K-Alwand - Ali-K-Sahifa -Unikurd

HOME

   

العفو يشمل الكل ماعدا مام جلال
فينوس فائق

لم أستطع أن أمنع الدموع في عيني الإثنتين من أن تنهمرا عندما أعلن السيد حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية العراقية نتيجة الإقتراع الذي جرى داخل قاعة الجمعية صباح يوم الأربعاء 6 أبريل 2005 ذلك اليوم التأريخي في حياة الكورد و باقي طوائف و قوميات العراق جميعاً ، لم أستطع أن أمنع الدموع مرة أخرى عندما سمى السيد حاجم الحسني مام جلال بـ"سيادة الرئيس" و ذلك في تمام الساعة 11 و 24 دقيقة بتوقيت بغداد و 09 و 24 دقيقة بتوقيت أوروبا ، ليسجل ذلك اليوم و ذلك التوقيت الحدث التأريخي الأهم في حياة العراقيين و يسمي أول رئيس بعد حكم الطاغوت و بعد الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة ، نعم سيادة الرئيس تلك الكلمة التي كانت عنوان القهر و العنف و القسوة و الرهبة و الخوف و كانت تختزل كل معاني السطوة و الذل و الإستبداد و الظلم و الطغيان بكل أنواعه ، نعم سيادة الرئيس مام جلال ألف ألف مبروك ، ليس لأنه كوردي و أنا كوردية و إنما لأنه سيكون رئيساً عادلاً و ديمقراطياً دون أدنى شك ، ذلك الرجل الذي قال صدام الدموي يوماً في حقه : أن الكل يشملهم العفو ماعدا جلال الطالباني ، و ما زاد فرحتي أن وقائع الجلسة نقلت مباشرةً إلى داخل زنزانة صدام المريض ، و أنا على يقين أن صدامً اليوم يتألم أكثر من أي وقت مضى و يا ليت الندم يأكل شرايين قلبه ، شريان قعب شريان ، مثلما كان يسحب دماء الكورد و يرميهم في القبور الجماعية تلك الدماء التي كان يضعها في شرايين جنوده الجرحى و يخوض بهم حروب العشوائية..

الذي يزيدنا فخراً هو أن مام جلال ليس فقط أول رئيس جمهورية ينتخب ديمقراطياً في العراق ، و إنما هو أول رئيس كوردي القومية يتولى رئاسة بلد عربي هو العراق في تأريخ البشرية جمعاء ، و بذلك تكون كل أسس الديمقراطية قد تجسدت و ثبتت أقدام الديمقراطية و مباديء حقوق الإنسان في بلد عانى لعقود طويلة من نظم دكتاتورية متعاقبة و عانى شعبه كل أنواع القهر و الظلم و الطغيان ..

نعم اليوم مر كل شريط الماضي أمام عيني و كل المآسي التي قاسيناها ، نعم اليوم فقط أصبح الماضي "ماضي" ، فهنيئاً ومبروك للعرب و التركمان و كل الأطياف و الأديان قبل الكورد أنفسهم ، لأن مام جلال سيحملكم في حدقة عينيه و سيكون لكم الأب الرحيم و المعلم العطوف و الحاكم العادل ..

مبروك و ألف مبروك تلك اللحظة التأريخية المشحونة بكل معاني الوطنية و حب الوطن ، و إلى الأمام لتحقيق المزيد من الأحلام..