تعرف على كردستان
تاريخ الصحوة في كردستان
وصلت دعوة الاخوان الى كردستان
العراق في خمسينات القرن العشرين الميلادي واستمرت في الانتشار ولكن ببطء.
وبعد ثلاثة عقود اصبحت مدينة حلبجة مركز الصحوة في كردستان العراق. و بعد انتفاضة
حلبجة سنة 1987 التي جاءت ردا على
هدم النظام العراقي للقرى الكردية نشات الحركة الاسلامية
من قسم من الاخوان و ذلك بعد ان هاجر الشيخ عثمان بن عبد العزيز الى ايران مع جمع
من المسلمين. وقد
سلمت رابطة علماء الدين
التي كانت قد سبقت الحركة في النشوء القيادة
الى الشيخ عثمان وانشات الحركة
من ثم كحركة جهادية.
قبل هذا وفي السبعينات كان الاخوان
قد اوقفوا نشاطهم عدا قسم منهم تحول سنة 1992 الى حركة النهضة الاسلامية. وبعد
محاولات عدة توحدت كلتا الحركتين؛
الحركة الاسلامية وحركة النهضة (اب/اغسطس 199) لتشكلا حركة الوحدة الاسلامية.
وحسب اتفاق الوحدة عقد مؤتمر الحركة عام 2000 فتازم الوضع اكثر من ذي قبلو بات
الاصلاح مستحيلا فتاسست الجماعة الاسلامية في كردستان/ العراق. ثم تاسست حركة
بالاسم القديم اي الحركة الاسلامية في كردستان/ العراق فيما اعلن قسم اخر عن جماعة
جند الاسلام التي تحولت فيما بعد الى انصار الاسلام في كردستان/ العراق.
اما فيما يخص البقية الاخرى من
الاخوان وكانوا اوفر عددا
مما مان يسمى بالخط الثاني للاخوان فقد انشاؤا مطلع سنة 1994 الاتحاد الاسلامي الكردستاني
كجماعة سياسية دعوية غير جهادية.
اضافة الى التيارات الرئيسية كانت
هناك بعض التجمعات الصغيرة اضافة الى
القليل من المستقلين. وقد كان لبعض الكتاب والخطباء اثر في الشباب.
وتعتبر الحركة الاسلامية
في كردستان من الحركات الاكثر ثراءا في تجربة العمل الاسلامي فمن ناحية هناك
العمل السياسي و الدعوة وهناك المشاركة في الانتخابات (ومن هذه الناحية يعرف
الاسلاميون في كردستان ماللانتخابات و ماعليها بعكس من لم يخبر ذلك الا سماعا).
وكردستان كانت المنطقة الوحيدة (باستثناء لبنان) في العالم الاسلامي التي توجد فيها
حركات جهادية مسلحة علنية و تقع اراض تحت سيطرتها (وقد زال هذا الوضع الان ولكن بقت
التجربة الغنية التي استمرت لعشر سنين)، و كردستان من البلدان القليلة التي تمتلك
فيها الاحزاب الاسلامية جرائد و محطات اذاعة وتلفاز، كما توجد في كردستان منظمات
خيرية اسلامية وان قل عددها ونشاطها بعد الاحداث الاخيرة. و باختصار تملك كردستان
تجربة غنية في ميادين العمل الدعوي و السياسي و الجهادي والاعلامي غير ان ضعف
الامكانات المادية و نقص الكوادر يقفان حجرة عثرة في طريق زيادة نفوذها في الساحة،
و كمثال على ذلك نرى العلمانيون يملؤن المكتبات بترهات حول الاسلام و الاسلاميين
والصحوة الاسلامية في حين ان فورة النشر الاسلامي كانت في تسعيينات القرن
العشرين الميلادي و كانت اكثر المنشورات كتيبات و رسائل و لم يبدي المحسنين في
العالم اهتماما بدعم الكتاب الاسلامي. ونفس الامر ينطبق على عالم الانترنيت حيث
يعاني الاسلاميون من ضعف شديد في هذا المجال.
وفي كردستان تركيا كان للشيخ سعيد النورسي
الكردي مؤسس جماعة النور دور كبير بين الاتراك والاكراد
وغيرهم في مقاومة الاتجاه
العلماني المتطرف الكمالي. وقد كان بطش الكماليين بالاتجاه الاسلامي سببا في
ضعف هذا التيار. هذا وقد نشأت في الاونة الاخيرة احزاب اسلامية منها الحزب الاسلامي
الكردستاني وحزب الله و الاخير تنظيم مسلح المعلومات عنه غامضة ومتضاربة.
وفي ايران كان لمدارس القران التي كان احمد مفتي
زادة زعيمها الروحي الدور الكبير
في تاصيل الاتجاه الاسلامي بين اكراد ايران. وما
تزال مدارس القرآن التيار الاسلامي الاكبر
هناك. ومن الامور الطريفة هناك ان التمسك بالانتماء الى السنة و الانتماء الى
القومية الكردية يقترنان بقوة في كردستان ايران فترى الشخص لايصلي و يؤيد حزبا
علمانيا و تراه من الناحية الاخرى يركز في انتقاده للسلطة على المذهب الذي تفرضه.
ان الظلم القومي الذي
لحق بالكرد جعلهم يركزون على المشكلة القومية ومن هنا نعلم مدى سذاجة بعض الكتاب
والدعاة الاسلاميين في العالم العربي عندما يطلقون الاحكام العمومية على الكرد و
يريدون من الضحية ان تصافح الجلاد باسم الاسلام و ذلك مع انظمة لاتحفل
بالاسلام كثيرا بل و تراه خطرا على سلطتها وان لم يفعل الكرد ذلك فهم يتامرون على
الامة. والمفارقة انك ترى اولئك السذج يرفضون ان يصافحوا الانظمة التي تحكمهم مع
انها لاتظلمهم باسم القومية و قد تراعي الكثير من اصول الاسلام.
ان الصحوة الاسلامية
ليست واجب الكرد فقط بل هي من مهام المسلمين الاخرين ايضا وخاصة العرب
وبالاخص فيما يتعلق بكردستان العراق فالانظمة التي ظلمت الكرد باسم القومية العربية
واستعملت الاسماء الاسلامية مثل سعد والقعقاع و الانفال.. جعلت قطاعا من الكرد
ينفرون من العرب و الاسلام وان ظل هذا الشعور محصورا في غلاة القوميين ، اولئك
الذين كان تفكيرهم رد فعل على المظالم. ولكن ان استمر التجاهل العربي لما يحصل
للكرد وان استمر السذاج باطلاق التصريحات النابعة من جهل بالواقع و من التعميمات
فسوف ينذر هذا بازديد النفور وانتشاره حتى بين قسم من الاسلاميين.
|