|
اللقاء الأخير
قصة قصيرة
محمد عزيز لوتَري
:rasosy@yahoo.com
خرج من
منزله,غطى راسه ,ودخل سرواله في جواربه. (هذا هو حالنا مع اول
قطرة من المطر,لانها
كانت اراض زراعية,ومن يبالي بالبناء مادام هناك واجب الهدم؟
يخطوبحذر كي لايصيب
بنطلونه الوحيد بالطين,والطلاب يمشون حوله,ولا ينقطع سعالهم
ويسيل الماء من انفهم . (لوكانت
المشكلة هذا الطريق فقط,لكان هينا,ولكن طريقنا للمستقبل مسدود باكياس
التراب,ثمرة النضال لقرون ودماء الشهداءيغطيها
الاكياس,اخذوا ابناء الناس باسم
تحريرالمحرومين,وبعد ان وقعوا في شركهم,ما اكتفوا بجولة
واحدة,فهذه الجولة الرابعة
من حربهم المقدس,حتى صدقات الخيرين يكون وقودا للحرب,لقد
زادعدد الخنادق مايعني
اقتراب ساعة الصفر) لفت انتباهه البوسكارتات الممزقة. (ايام
البعث كانت لصقها مهمة
الشجعان وتمزيقها مهمة المخابرات,واليوم ملاحم ذاك الحزب
خيانة عند الاخر) راى ابن
اخيه يجر حذائه الاكبر من حجم قدمه,وكلما يحبسه الطين يرجع.
-ماذابك ياهيوا ,كيف
حال اختك جرا؟ - حالتها سيئة,ما وجدنا الماء المقتر,ولا مكان
للمدنيين في المستشفى
بسبب الجرحى. - يعتبرونكم من المدنيين وابوك حول المنزل الى
ثكنة؟! - ماعدا المقاتل
مدني. (كان اخي سواره ,يتأقلم مع كل الاحزاب,وكانت قريتنا
تكون مركزا لحزب يساري
مساء,واليميني صباحا,وكنا نفرح بقدومهم ونحزن بغيابهم ونتقاسم
لقمة عيشنا معهم بمحض
ارادتنا ولكن نكره التناحر دائما,اتذكر اليوم الذي حولوا سقف
بيتنا الى ثكنة ,وحاول
اهل القرية منعهم ولكن دون جدوى,واصابت حضيرة بقرتنا الوحيدة
بقاذفة واكلوا لحمها
وما فكراحد بالتعويض,فتركناالمنزل لايام,والجماعة الاخرى التي
طالما قطعنا الرغيف
معهم يهاجمون قريتنا) هؤشمةند-نبهه اذ قال وهو يمسك يده: سلمت
عليك وما اجبتني؟ -اعذرني يا
هوشمند اه وما اصاب انفك؟ -حسين اليوفو ضربني. هيوا:هو وصديقه يريدان ان
يكونا مع عدنان في الحرب العالمية الثالثة عام
2008,ولكن زميلهم المشاكس يقول بانه
سوف يكون مع اليوفو. -وماذا عن كريندايزر هؤشمةند: يكون معنا
ايضا. ابتسم
وقال:همم,جمعتم بين الشخصيات الخيرة! (امر هذا الجيل عجيب,شغلوا عقول الاطفال
بالافكار التافهة,وجعلوا السماء التي هي مركز المقدسات
مكانا للاشرار و يكون
المستقبل مسرحا للحروب,فيجب ان يحدد الطفل من الان دوره
فيها!) انظم الى المعلمين
وقال:السلام عليكم. ئازاد: السلام ممنوع من الصرف. حسن:كل
الامم مروا بالحروب
الاهلية. سامان:وحتمي علينا ايضا؟! حسن:ماهذه الدفاتر؟لايعقل
ان تقييم الاملاء على
ضوء الفانوس؟لا تتعب نفسك,بعد ايام يحفرون الخنادق لزملا.. مر
عليهم سيارة بسرعة
والقت بقذارة الطريق عليهم والسائق يضحك عليهم. .. هذا خير
شاهد,هو كان تلميذنا
الذي رسب في الصف الخامس ثلاث سنوات والان احسن حالا منا.
سامان:ولكن قدر الكبير من
المسؤلية تقع علينا. حسن متعجبا:لماذا؟ سامان:يجلس ثمانين
بالمائة من ابناء الشعب
امامك لسنوات في مرحلة تكوين الذهن,فمادورك ان لم تقززالتفرقة
عندهم؟ ئازاد بصوت
متخافت:كيف نكره اليهم؟طلاب هذا الزمان-يلتفت يمينا ويسارا
-يتعلمون الوشاية قبل كل
شيء؟ سامان:فليكتبوا مائة مرة باني ضد الحرب الاهلية. وصلوالى
المدرسة,اسرع سامان
الى الصف الرابع وقال لئازاد:عرفهم بفخ دارا وانا اصف لهم
الثعلب الماكر. ئازاد:اننا نصف
لهم هذه الاشياء منذ الصغر,لكن لم اجد من هواكثر غباء منا.
سامان:ربما لاننا نحبب العادات السيئة قبل الحسنة .
قال بصوت مرتجف للطلاب من شدة
البرد:صباح الخير -صباح النورايها المعلم رأى الخنادق والجبهة
انتقل الى هنا
ايضا,انقسم الصف الى قسمين,كل يتميز بلونه,الحرب جعل هذه الوجوه البريئة يكرهون
بعضهم بعضا,يتمشي بينهم وينظرالى الكراسي المكسورة
والجدران المشقوقة والاحذية
الممزقة ومايعرفون اسم الجوارب والقفاز,ولا ينقطع سعالهم,
والشبابيك بلا
زجاج,والباب مكسور والرياح يدخل من كل الزوايا,والكل يتوقعون ان يكمل السمفونيا
بانظمام صوت القذائف والطلقات. ( لايستحق هذا اليوم ان
يكتب على الصبورة,اه يا
للهول,يكاد الياس يسيطر علي,كيف للارادة الهزيلة الفردية
للبناء ان تقف امام جحافيل
المنظمة لقوى الهدم؟) مشى نحو الصبورة وقال: اليوم احكي لكم
قصة,لاني من زمان ما
حكيت لكم أي قصة. كان ياماكان في سابق الزمان,تعيش جماعة من
الغزلان على نبع زلال
وكان النبع امام كهف واقع في جبل وعر,وهذا المكان كان وطنهم و
كانوا متعاونين جدا
فيما بينهم. ومع كلامه يرسم الغزلان والنبع. ولكن هذه الواحة
الجميلة كانت محفوفة
بالمخاطر,ففي الاسفل يعيش الذئاب . و في اليمين يعيش الاسد
,وعلى يسارهم النمور. وكلما
يهاجم هؤلاء المتوحشون على الغزلان يستنجدون بالله ويتحصنون بالكهف,في
البداية اتفق اعدائهم بان يوزعوا الغزلان
بينهم,ويقسموا الباحة , مرالايام والغزلان
ضحوا بكثير من احبابهم ولكن تحملو التضحية في سبيل
وطنهم,الى ان تعارك اعدائهم لما
راى كل جانب ان من مصلحته ان ينفرد بالباحة,فتعاركوا وكلما
هاجم فئة منهم الباحة
ردعها الفئة الاخرى,وبهذا تنفس الغزلان,ولكن بعد فترة نسوا
بانهم كانوا في
السجن,واصبحوا مغرورين وتحالف كل فئة منهم مع طرف من اعدائهم السابقين, وصاروا
بهذه وجبة
دسمة.هل قاموا بتصرف لائق؟ -لا ما قاموا بتصرف لائق. -وانتم ايضا ياغزلاني ما
احسنتم التصرف,عندما تعارك الكبار,لماذا تكرهون بعضكم
بعضا؟بل ادفعوا الكبار
للتقارب,لو طلبت ان تتعانقوا تلبون رجائي؟ -نعم يا اطيب
المعلمين. فتاكد بانه يوم
يستحق الذكر فكتب التاريخ . رن الجرس وخرج وهويشعربالنصر,ولكن
فوجيء بجماعة مسلحة
دخلوا المدرسة ويقولون اثناء صعودهم قولوا للمدير بان يرسل
الطلاب الى منازلهم فورا .
سامان:نعم لقد كملتم البناء وجاء زمن التناحر. رجع احدهم وضربه لكمة والقاه على
الارض ورجع نحو الدرج ويقول:ايها البعثي الحاقد,اين
كنت عندما كنا في الجبال؟ قام
ومسح الدم من انفه والطلاب ينظرون اليه بشفقة,فقال لهم:احبائي
اسرعوا الى
البيت,ليتصارع اسود الجبال. يخرج المدير ويصيح:هيا يا اولاد ماذا تنتظرون, تحول
المدرسة الى ثكنة . حمل الطلاب كتبهم الممزقة نحوالبيت
بفتور,وراى سامان بان
دياروجوتياريتشاجران: جوتيار:كيف تستطع قاذفة اربيجي مقاومة
رشاش البيكيسي؟فطلقاته
كثيرة,ان ابي يرش عليكم قبل ان تستيقضوا. ديار:يا مغفل ان ابي
ينسف بيتكم بقاذفة
واحدة,ببب بممم و.. سامان:لو تؤخروا شجاركم الى ان يقتل
ابواكما وتصبحان ضائعين في
الشوارع,آنذاك تكون مناسبا,لنعد للبيت .ذهب بسرعة وقصد بيت
اخيه وعندما راه هوشمند
ترجاه: بالله عليك ياعمي ارجوك منذاسبوع ما زرت هونةر
وهومريض,وسابقا كنا معا دائما
والان يمنعوننا,اما قلت بان لانقاطع اصدقائنا؟ - ياحبيبي الان
ينزل يوفو ودايسكي
وعدنان لم يلدا بعد,وجزيرة الامل تحترق فلابد ان نصبر,وعمك
ينضم اليكم. هوشمند
مسرورا:بجد يا عمي؟ -يهز راسه له مبتسما ويضمه الى صدره
وهويعانق عمه ويصرخ اصبحنا
اقوياء ياهونةر. وهما على هذه الحالة اذ بصوت وابل الطلقات
يسمع واصوات القذائف تهز
الابواب وهوشمند يسنح الفرصة ويركض نحو منزل صديقه ولا يبالي
بالانفجارات عندمايرى
صديقه بترساقه الذي طالما يضرب الكرة به,وصل الى جثة صديقه
بعدما خرق طلقة جسمه
الهزيل وسقط على جثته وبكت السماء عليهم بغزارة وسال دمهم مع
الماء ليروي
الارض,وجاءالمعلم وضم الجسدين الى صدره واختلط الدمين ببعضهما وصاح:بالله عليكم
دعوهما ليكونا معانقين ,عسى ان تزول هذه الجدران
البرلينية. نزل المقاتلون ومانفذوا
امر اللاسلكي اللعين بمواصلة القتال,ولبى الكبار
والصغارنداءالمعلم وهو يقول:تعالوا
لتروا ما فعلته قسوتكم بالحب فما رضي بان يسكن حتى
عندالاطفال,ايها الناس تعانقوا
مثلهم,من منكم عدو للاخر؟وعلام تتقاتلون؟ابوهؤشمند,ابو هونةر
اذاكان لديكما الشجاعة
اركضوا نحو البعض مثلهما للمعانقة لاللمصارعة. ولا يبقى
للواقفين امام هذا المشهد
المثيرالا المعانقة والعهد بترك الحرب الى الابد.
|
|