مذكرات غير مرتبة-1اخر مفاخر صدام قبل ان ينتقم منه الله
فاضل قره داغي
لايمكن وصف مظالم صدام وحزبه ولايمكن وصف تجبره وخصوصا بعد ان قبلت ايران (سنة 1988) وقف الحرب وعد صدام ذلك نصرا. الصورة تمثل صداما بعد نهاية الحرب وتفرغة للكرد وقد وطات قدمه منطقة بارزان. فقد كانت هذه اول مرة تصل فيها القوات العراقية المنطقة منذ سنة 1975 حيث انهارت الثورة الكردية. جعلها صدام سفرة له ولعائلته، وكنا كبقية الناس نتابع جولات صدام في العراق التي كانت تبث من التلفاز الوحيد؛ افلام كانت تبث في نشرة الاخبار، يقرا المذيع الخبر ثم يقول: ((واليكم تسجيلا لزيارة السيد الرئيس القائد حفظه الله))، وهذا كان قليلا، فاكثر ماكان يذاع هو: ((واليكم التسجيل الكامل لزيارة..))، فقد كانت تسجيلات تمتد احيانا الى مايقرب الساعة نراه فيها يتجول في منطقة ما ونراه في كثير من الاحيان يشوي اللحم المغروسة في قضبان كثيرة اطلقنا عليها اسم ((الاشياش الصدامية)).
كانت تلك الجولة متميزة عن غيرها فقد كانت جولة منتصر. ومازالت اللقطة ماثلة امام عيني؛ كان يمشي فوق الثلج حاملا عصاه ثم جلس على تلك الصخرة نظر حوله ثم غرس عصاه في الثلج مرتين وهو ينظر اليه مبتسما بانتصار كانه يقول: ((ها قد وصلت الى هنا)). وانتهى الفلم هنا حيث توقف عند تلك اللقطة وربما هو الذي امر بذلك بل الارجح انه هو الذي امر بانهاء الفلم في تلك اللقطة.. الم نره في احد الافلام وهو يملي بنفسه تقرير المعركة اليومي؟
على كل وكما يقول المثل الكردي ((حبل الظلم ينقطع عندما يثخن)) انقطع حبل ظلمه بعد سنتين حيث وصل الى اثخن مايمكن، قتل مواطنيه بالاسلحة الكيمياوية، دمر الالاف من القرى، قتل عشرات الالاف من الرجال والنساء والاطفال في صحاري العراق، عدا من سجن وعذب واعدم. فعل كل ذلك مع الكرد فكان عاقبته ان الله ارسل اليه كافرا لايخافه ولايرحم العباد فاذاقه الذل الذي كان يتفنن فيه ودمر قوته بالسلاح الذي كان يفخر به ويستعمله ضد العزل، ثم من الله على اولئك المستضعفين فانجاهم من حكم البعث بعد انتفاضة ربيع 1991.
لقد كانت زيارة صدام الاولى للمنطقة فعظمت نفسه في عينه اكثر مما عظمت من قبل فلم ييسر الله له زيارة اخرى يفخر فيها بجبروته.. فالجبروت لله وحده ومن نازعه اياه البسه الله لباس الذل، والله قد يرسل للمسلم الذي كثر ظلمه من العذاب والذل مالايرسله للكافر الذي قل ظلمه فكيف بعلماني كان شره مستطيراً مثل صدام؟
------------------------
www.zagros.org/content/arabic/arabic-2010-04-26-003.html