إلى فخامة سروك بارزاني
علي سيريني
تكالبَ عليكَ الزمانُ يا سروكُ
وحمى بقُربكَ الوطيسُ والضرامُ
أرفدَ موجُ الخوفِ سدوله عليكَ
كأنها رجفةُ أوصالٍ وإعــدامُ
فارتعدت من بأسِ هولها أجسادكـم
تستشفعُ لدى الكُردِ لن يجزي كـلامُ
فقد شاخوا من أقوالكم منذ زمـانٍ
تَعِدُهم بالخيرِ تخونهم أحــــلامُ
كم اشتكوا إليك أحوالهم باكينــا
وكم نالت القهرَ منْ رهطِك الأنـامُ
كم أفنيت في حروبك بني الأكـرادِ
فإذا ما لاموا نطقَ منكَ الحســامُ
فاشتد بالرعيّة الضيمُ فارتحلـــوا
في بلاد أوروبا تنهشهم رِغـــامُ
وحيث نطق بعض الضمائـر بـ لا
قلتم كلابَ القرى ما لها عظــامُ
فامتلأت بهم سجونك فتّاكـــةً
وكأنها غاباتٌ والشعبُ أنعـــامُ
فهذا مَنْ قضى نحبه بالسيـــاطِ
ذاك مات رهَقاً عيناه لا تنـــامُ
وأولاء أيتامٌ ينتظرن الآبــــاءَ
لا يدرين أنهم تحت الأرض نيــامُ
ومضى بعد عشرٍ أعوامٌ فقدنهـمْ
يجهلن ءأحياءٌ أمْ موتى وعظـامُ
وتِلكمو الجياعُ بالقرى نادِمـةً
يا ما صنعتْ لكم بدمعها طعامُ
وكم باتوا هم أياماً يتضـورونَ
جوعاً، وعزّهم يُبدي أنهم صيامُ
ويومَ زحفَ الموتُ إلى كُردستانَ
حصَدَهُمْ ودونك الأنفالُ عِظامُ
وصاروا يومَ الوغى كبش فداءٍ لكمو
فيمّمْتَ إيرانَ لك فيها ســـلامُ
فدارَ الزمانُ و دارتِ الكواكبُ
فهبّ الشعبُ ينفضُ الغبارَ قيامُ
فرجعتَ منْ راحةٍ إلى المائـدةِ
نعيمٌ ظننتَ أنه لك يُـــدامُ
فطابت لذاته وخلفكَ الذئـابُ
سارحةً في الجرائمِ وهي حـرامُ
أقُلتَ لها يوماً كفى للموبقـاتِ
أو أن تقول لها أنكنّ لئـــامُ
أو أن تمتشقَ السيفَ على السـارقينَ
فترى ملايين الكُردِ لك حُســامُ
لكنك مع الذئاب هَويتَ ترنـو
إلى المالِ مكدّساً في القصر أكوامُ
تحصي الدنانير فرحاً بوفرَتـِها
فجنّ الأولاد والقُربُ والأعمامُ
لكلٍ منهم حِصَصٌ منَ الملايينِ
فوقها رتبٌ وقصورٌ ووسـامُ
ولم يزل الشعبُ دائراً في الهلاكِ
ينهشه الموتُ ساكتاً فيك الإعلامُ
مُلتهياً جانبَ القصرِ بالهتافـاتِ
ومُزقٌ أطلقْتها في النّبحِ أقـلامُ
تَسْفِكُ منَ الشعبِ ما أبقته الذئابُ
فكرّمتها وذلك هو الإعـــلامُ
وفي الظلام جُلبتْ بائعاتُ الهوى
مع المسئولينَ في الفنادقِ نيـامُ
يرجعنَ إلى ديارهنّ غانمـاتٍ
وقيل للشعبِ أن لهنّ أنغـامُ
تُخوّفُنا بالأعداء عوداً إلينـا
ومن أتى بالموت يقوده هدّامُ
كمْ مننتُم على البريّةِ بنضـــالٍ
ومعظمه في الـ (برا كُجي) إنتقامُ
نصف حروبكم جلبُ عسكرِ الدولِ
والحصادُ يعجِزُ عن وصفه الكـلامُ
ولو قلنا من كرمٍ أنكم ناضلتــمْ
فخُذْ ما لكَ، دعنا في راحةٍ ننـامُ
إلى متى لا نفي بدَينِكُمْ علينــا
أفنيت الشعبَ جوعاً ليس له طعامُ
منذ عشرين عاماً رحلَ الكهربـاءُ
فمنِ المسئولُ يا قومُ ومنْ يُــلامُ
تصلحون طريقاً يفسده المــطرُ
بيومٍ، حتى قالوا بالمشاريعِ قامـوا
والأمراضُ أهلكتنا والمستشفيـاتُ
مجازرٌ بحقِ الفقراءِ تقـــــامُ
وإن كان العطاء بالنضال قريــنا
لِمَ أبطالُ الأمسِ كأنهم أيتـــامُ
وأولاد الشهداء يشحذون الخبـز
يأنفُ مِنهم بَعْلُكَ أوَ هُمْ قُمـامُ؟
فماذا بحقِ الإله قدّمتمْ لنـــا
غير الدمِ في كلّ ركنٍ له حمّـامُ
تخوّفنا بالعِدى إنْ طلبنا الحــقَ
ومن أتى بجيشٍ قائده صــدامُ
حتى إذا بانتْ أربيلُ مرتعاً لهـْمُ
لدباباتِ الحرسِ دارٌ ومقــامُ
كنتَ والحاشيةُ على الشعبِ أسوُدا
وأمام التركِ بنادقكمْ صيـــامُ
ولِمَ سكتّم عن مدافعِ إيــرانَ
تدكُنا أم أنك علينا ضِــرغامُ
ولكَمْ قدّمنا النُصحَ لكنكم تواريتم
رسالةُ ذكرى مضت عليها أعوامُ
قلنا فيها أن الشعب يكادُ يثور
وهو عليكَ مهما تجبّرت قوّامُ
وهل آمن فرعونُ إلّا مع الموتِ
وتلك سنن الطــغاة لها دوامُ
لم يبق لك ولجلال في بغــدادٍ
غير الرحيلِ وغداً تختـفي أزلامُ
فاسمع يا مسعودُ الآن كلاماً مفيدا
إرحل اليومَ وعليك منّا السـلامُ
ـــــــــــــ
ـ سروك: الرئيس باللغة الكُردية
ـ برا كُجي: الإقتتال الأخوي
5/3/2011
------------------------
www.zagros.org/content/arabic/arabic-2011-03-17-019.html