الإمارات العراقية المتحدة أم العراق الموحد
د. محمد البرزنجي
من عجائب القدرأن السنة العرب بدؤوا اليوم
يطالبون بنوع من الاستقلالية الذاتية !!!
(والذين كانوا
قبل سبعة أعوام يرفضون جملة وتفصيلا كل أشكال اللامركزية) فمحافظة كصلاح الدين ومركزها تكريت
تطالب بالفدراليةوتهدد الأنبار بخطوة مماثلة بينما يرفضه الساسة الشيعة !!1,يوم أن كانت الأحزاب الشيعية
السياسية من الداعين لفدرالية الجنوب بعد سقوط بغداد (علما بان تيار الحكيم كان ولا يزال
ينادي بفدرالية جنوبية للشيعة)ويومها كان الكرد يتهمون بالخيانة
لاستقلالهم في إقليم كردستان العراق فما الذي تغير وما هي الاسباب والمعوقات؟! وقبل ان نبدأ بسرد الأسباب
والمعوقات نود ان نذكر ببدايات القرن الماضي حين كان العراقيون بكل اطيافهم سواسية في العيش والانخراط في الحياة السياسية
والعامة . ولكن وبعد عقود من الاستبداد والقهر وصولا إلى سقوط بغداد تحت الاحتلال
الجديد المزدوج والمعقد(أمريكي ظاهري وباطني إيراني) عام 2003
كانت الظروف
المحيطة قد تغيرت وتركيبة الشعب العراقي قد تعقدت وتمزقت وأصيبت بإرهاق شديد وما هي إلا أيام بعد السقوط حتى
دخلت البلاد مرة أخرى في دوامة العنف الدموي الرهيب ونهب الثروات المنقطع النظير. ثم تصارعت القوى والطوائف
والقوميات والمذاهب وبدأت مختلف القوى
الإقليمية والدولية تصفي حساباتها على أرض العراق .
نستطيع تلخيص الأسباب التي تدعو
لتشكيل الفدرالية السنية بالاتي:
1-مما لا شك فيه ان العراق جزء مهم
من هذه المنطقة الساخنة ولايمكن عدم تاثره برياح التغيير السريعة والعاصفة من
حولها .
2-صراع المشاريع في المنطقة دفعت
بالقوى المتطاحنة ان تجعل العراق والشام مسرح عملياتها وساحة لتصفية حساباتها
وخاصة المشروع الأمريكي والإيراني ناهيك عن الإسرائيلي.
3-في السنين التي تلت الاحتلال تعرض
الشعب العراقي بكل أطيافه بصورة عامة (السنة والشيعة والتركمان
والكردوالمسيحيون )والعرب السنة بصورة خاصة لحملة تصفية منظمة بالقتل الجماعي والفردي والاختفاء والتهجير القسري
والاعتقال أو الاختطاف ثم الموت.ومن نجى من حملة الإبادة هذه فهو
في رعب دائم وخوف وهلع.وفرص العمل مسدودة أمامه.
4-الازدياد الرهيب في أعداد الأرامل
والأيتام التي فاقت بضعة ملايين لأول مرة في تأريخ العراق. بالإضافة إلى الأعداد الهائلة التي
كانت موجودة أصلا بسبب حروب العراق نيابة عن غيره والحروب الداخلية التي خاضها ضد
شعبه وبسبب غزوه لدولة الكويت .
5- فقدان الأمل في الأحزاب
السياسيةوالكيانات المعروفة والصحوات التي
عجزت عن إيقاف عجلة القتل الرهيبة التي ما تهدأ حتى تتحرك مرة أخرى مخلفة ورائها
مئات الآلاف من الضحايا.
6- يرى المراقبون أن الحكومة
المركزية تنفذ خطة محكمة لتغيير التركيبة السكانية في المحافظات الثلاث فضلا عن
إقليم كردستان العراقفعشرات الآلاف من سكان الجنوب وهم شيعة قد تم توطينهم في
الأنبار والموصل وتكريت وكركوك والسليمانية وأربيل ودهوك تارة عن طريق توزيع وحدات
الجيش وتوطين عوائلهم وتارة باسم تنقلات منتسبي الداخلية مع عوائلهم وتارة يعينون
كمنتسبي شركة نفط الشمال أوعن طريق قبول العدد الكبير من طلاب المحافظات الجنوبية
في جامعات الأنبار واربيل والسليمانية وتارة باسم شركات تجارية فردية وجماعية بل
إن الأمر تعدى البشر إلى الأرض والحجر إذ اخذت الحكومة المركزية بقضم مناطق من
سامراء ومن ثم صحراء منطقة النخيب في الأنبار..كل هذه الأمور دفعت العرب السنة
إلى الشعور وبقوة بوجود خطة رهيبة لتغيير جذري في التركيبة السكانية لمناطقهم سواء
كانوا كردا او عربا او تركمانا.واللافت للنظر كذلك هو تهميش
التركمان وإهمال مناطقهم المهملة أصلا وكذلك استهداف مسيحيي العراق بين الفينة
والاخرى مما دفعهم كذلك إلى دائرة الخوف والرعب وعدم الشعور بالأمان في بلد
استوطنوه منذ قرون .وهذا ما زاد القضية العراقية تعقيدا.
7- تخلي الحكومات العربية المجاورة
وصمتها الرهيب تجاه ما يدور في العراق.والسكوت الدولي وخاصة الغربي وكأنه
يتشفى من شعب لا ذنب له سوى أنه عانى من الاستبداد المدعوم من الغرب عقودا طويلة
سواء كان قبل الاحتلال أم بعده.
8- بروز المشروع التركي الطموح على
الساحة مما زاد من حدة التجاذبات واستقطاب
القوى في المنطقة في غياب مشروع واضح للعرب والمسلمين كدول لا كشعوب.
9- بعد فشل المشروع الأمريكي في إنشاء
دولة حديثة في العراق وحسب النموذج الأمريكي بدأت أمريكا تبحث عن البدائل المطروحة
من قبل لكتفكيك العراق إلى دويلات صغيرة.
ولا يستطيع الباحث المنصف أن ينكر
دورالمقاومة الشريفة بكل اشكالها في إفشال المشروع الأمريكي في العراق ولكن رجال
المقاومة انفسهم لم يقطفوا ثمارها لغياب المشروع الواضح ولتعدد الرايات واختراقهم
من عديد الجهات ثم تقهقر دور المقاومة بصورة عامة
في النهاية وذلك لانقلاب فصائل
مسلحةعراقية وغير عراقية تعمل تحت مسميات مختلفة في وجه المجتمع العراقي الذي
آواهم ونصرهم فترة طويلة ودفع ثمنا غاليا من أجل هذا الدعم فانقلبت بعض تلك الفصائل في مواقع عديدة على
العراقيين وأثخنت فيهم قتلا وفتكا بذرائع
مختلفة فكانت ضربة قاصمة للمقاومة وللشعب العراقي المظلوم الذي دفع الثمن غاليا من
دم أبنائه شيعة وسنة عربا وكردا مسيحيين ومسلمين فاختلطت الاوراق وكان العراقيون
هم الضحية الأوحد والرابح هو كل من يريد بالعراق شرا.
على أية حال نرجع للحديث عن فكرة
تقسيم العراق لدى الدوائر الغربية فالباحث المنصف يكتشف وجود مراكز قوى
عديدة في الغرب تؤيد فكرة تقسيم العراق منذ عقود
وازدادت إلحاحا في العقد الأخير وعلى سبيل المثال لا الحصر :في عام 2002 أصدر مركز (ستراتفور) للمعلومات الجيوسياسية دراسة
تناولت الاستراتيجيةالأمريكية المحتملة
لتقسيم العراق إلى ثلاث كتل سياسية وإنهاء
وجود العراق كدولة موحدة( بضم بغداد والأنبار إلى
الأردن،فيما يسمى بالمملكة الهاشمية المتحدة. وضم الموصل وكركوك إلى كردستان
العراق لتصبح دولة ذات حكم ذاتي. وأخيرا ضم محافظات الجنوب إلى
الكويت)وكذلك قال الصحفي البريطاني جونثان كوك في كتابه "إسرائيل وصراع الحضارات"
الغرض من الغزو
الأمريكي للعراق بأنه لتقسيمه وإجراء تغييرات في منطقةالشرق الأوسط.واما (ليزلي غلب) الرئيس الفخري لمجلس العلاقات
الخارجيةفي الكونغرس الأمريكي فقد كشف في
أواخر عام 2003 عن مشروع لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "الدول الثلاث هو الحل واما أطروحات
هينري كسنجر في تقسيم العراق فقديمة ومعروفة.
10-واخيرا وليس آخرا فإن التداخل
العشائري والتواصل الجغرافي بين محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى يسهل
عملية دمجها في إقليم مجاور لإقليم كردستان السني المذهب الذي ينخرط أهله
يوما في تصفيات طائفية وبالنتيجة فكلا الإقليمين تجاور بلدين ملائمين للتعايش الأول عربي سني هو
الأردن الذي يتوجس شرا من المحور الإيراني وله تواصل جغرافي وتأريخي وعشائري مع
محافظة الأنبار والعراق بصورة عامة والثاني تركي سني يقف كالند للمشروع الإيراني
وتربطه وشائج قربىوصلات تأريخية بالتركمان والكرد والعرب كل ذلك .بالإضافة إلى الهدوء والاستقرار
النسبي في إقليم كردستان العراق والذي تحول إلى ملاذ آمن للعرب السنة والشيعة
والمسيحيين وغيرهم ممن هربوا من الأوضاع المتردية في الوسط والجنوب.وهذه كلها أمورمشجعة .هذه أسباب من بين أسباب اخرى عديدة
ومعقدة دفعت بعض القوى الفاعلة من عرب العراق إلى طرح هذه الفكرة وكان من أوائل من طرحها الداعية السني المعروف
بتبنيه مظلومية سنة العراق وهو الدكتور طه الدليمي ( وما كاد الشعب العراقي أن يخرج من
مظلومية الشيعة والكرد حتى وقع في مظلومية السنة والتركمان والنصارى فحسبنا الله
ونعم الوكيل)فهل ينجح مشروع الأقاليم المتعددة أو نظام الولايات او الفدرالية ويصبح
عملية واقعية كما هو شاخص في تجربة إقليم كردستان العراق؟!
من المعوقات الواضحة لهذاالمشروع:
1-عدم قناعة قطاعات من
العراقيين بفكرة إنفصال المحافظات السنية
في إقليم فدرالي. ومنها بعض التيارات داخل جماعة الإخوان المسلمين ( الذي تعددت واجهاته)وبعض التيارات السلفية وتيار معروف
من حزب البعث بعد انشقاقه .وتيارات اخرى قومية ووطنية ويسارية.والعراقيون بصورة عامة يمتازون
بشعوروطني متميز تجاه العراق ونشات
الأجيال المتعاقبة وهي تتغنى بالعراق الموحد وبالتالي يصعب عليهم تقبل هذه المسألة.
وكذلك المعارضة الشديدة من قبل
شخصيات سنية معروفة في العراق كالشيخ حارث
الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين وكذلك معارضة عدد من العشائر السنية والشيعية
على حد سواء ولربما تكون شريحة العشائر من
أقل الشرائح العراقية تأثرا بالطائفية نظرا لتقاليدها الموروثة والمعروفة .ومن باب الإنصاف فإن العديد من
العشائر الشيعية جنوب ووسط العراق تفضل الوقوف بعيدا عن المحور الإيراني وتفضل
البقاء في عراق وطني موحد. اماالتركمان فهم في حالة لا يحسدون عليها من التهميش والحرمان بالإضافة إلى
تفرق قياداتهم السياسية وعلى العموم منهم المعارض لفكرة الأقاليم ومنهم المؤيد
وكذلك النصارى بمختلف طوائفهم.
2- غياب الدور الريادي للعديد من
علماء وأئمة العراق السنة في الساحة
السياسية وهذا الغياب له دور سلبي واضح في موازنةالمعادلة العراقية المعقدة فلازال جمهور السنة في العراق
سواء كانوا كردا او عربا أو تركمانا يولون اهتماما بفتاوى وآراء كبار العلماء
الذين وصلوا درجة الإفتاء والإمامة في الدين ولكن دورهم غاب عن الساحة
السياسيةلأسباب عديدة ومنهم من هجر قسرا إلى إقليم كردستان وبالتالي ابتعد عن
مركزصناعته للقرارالعلمي في مدارس بغداد
العلمية التأريخية كمدرسة الإمام أبي خنيفة النعمان رحمه الله ومدرسة الإمام عبد
القادر الجيلاني رحمه الله والتي كانت مقرا لمفتي العراق السابق سماحة الإمام عبد
الكريم المدرس رحمه الله تعالى .ومنهم من ترك العراق قسرا سواء كان من كبارالعلماء أو
الدعاة والمفكرين.
وحتى بعض دعاة النخبة والعلماء
الذين شاركوا بشكل من الأشكال في النشاط السياسي العلمي قد انسحبوا من الساحة ناهيك عن عدد كبير من علماءالعراق ممن لم
ينخرطوا أصلا في النشاط السياسي من علماء الكرد والعرب والتركمان ممن تنحوا او
أجبروا على التنحي عن التأثير في الحياة العامة السياسية فزاد الأمر تعقيدا.
وهذا أوجد فراغا كبيرا مقابل
مرجعية شيعية متواجدة تركت بصماتها واضحة
في مختلف القضايا المصيرية التي أثرت في مجرى الحياة السياسيةسواء كان من خلال
الاحزاب السياسية الشيعيةالحاكمة أو من خلال إصدار الفتاوى لجماهير الشيعة التي تتبعها.والشعب العراقي وشعوب المنطقة
بصورة عامة معروفة بتدينها.
3- المعارضة الشديدة من قيادات سياسية
شيعية في هرم السلطة كالمالكي وغيره وهذا يتوافق مع موقف الحلفاء
الإيرانيين الذين يعارضون أي نوع من انواعالإستقلال السني كرديا كان او
عربيا بينمالا يعارضون الحكيم في دعوته
لفدرالية شيعية في الجنوب.!!
4-السلبية الواضحة للنظام السياسي
العربي تجاه الشعب العراقي بصفة عامة وتجاه السنة بصفة خاصة (عربا كانوا أم كردا أم تركمانا)وعدم مساندتهم الفعلية للشعب
العراقي ككل للخروج من أزماته المتعددة والحق يقال فإن النظام العربي السياسي عاجز
عن حل مشاكله فكيف يساعد العراقيين ؟وصدق من قال فاقد الشيء لا يعطيه.
5- تمزق الصف السني بين كردي
وعربي وتركماني ثم تمزق الصف السني
السياسي إلى احزاب سياسية متعددة متناحرة منها ماهو ذو توجه ديني ومنها ما هو ليبرالي التوجه أو ما
هو قومي التوجه وبروز العديد من القياداتالمستقلة وانشطار الكيانات الموجودة يوما
بعد يوم .وهذا يعني غياب القيادة السنية الموحدة الضرورية لإحداث توازن ضروري يفرض إحترام الطيف الآخر في عالم لا
يحترم فيها الضعيف.
6- عامل آخر مهم للغاية ألا وهوالانسحاب
الأمريكي الوشيك والذي له دلالاته في هذا الظرف والتوقيت.والفراغ الذي تتركه والذي قد
تستغله إيران او تركيا ..ولعل امريكا لا تريد لقواتها ان
تكون بين فكي كماشة في حالة نشوب نزاع عسكري في المنطقة,..عموما كل الأطراف تريد استباق
الانسحاب الأمريكي وترتيب أوراقها ومنها الاعتقالات التي طالت المئات من الضباط
السابقين في الجيش العراقي ,وفي عالم السياسة الحديثة الخداعة
لا نستبعد صفقة ما أبرمت بين إيران
وامريكا وراء الكواليس تتخلى بموجبها إيران عن سوريا مقابل تخلي أمريكا عن قواعدها
في العراق حتى إشعار آخر ثم لعلها تدخل الشام أو العراق( المنطقة بصورة عامة) مرة اخرى ولكن هذه المرة من بوابة
تركيا أوتحت عباءة الناتو وكل ما لا يتوقع فهو وارد في عالم السياسة اللاشرعية
الظالمة والتي لا تعرف سوى لغة المصالح وبالتحديد مصالح الغرب وليس كل الغرب وإنما
الأغنياء المترفين المتخمين.
وهذه وتلك كلها اسباب ظاهرة في
قدرالله الكوني الذي جعل لحركة التاريخ سنن ثابتة منها سنة التدافع بين القوى وسنة
التغيير من خلال حركة الشعوب المظلومة وسنة انهيار الدول بسبب الاستبداد والظلم الذي
ترتكبه وسنن أخرى عديدة.
خاتمة القول: مسألة تكوين إقليم للمحافظات من
عدمها مسألة حساسة ومعقدة تخص أطياف الشعب العراقي أولا وآخرا بكل ألوانه والسنة
بصورة خاصة فلابد أن تتحاور جميع الأطراف
المعنية فيما بينها دون تشنج او اتهام
متبادل ودون تخوين أوتكفير والظرف الحالي في غاية الحساسية والخطورة والشعب العراقي لا يتحمل
جراحا أخرى. والفرص لاتتكرر وكم من فرصة ثمينة
ضاعت منا فكانت سببا في تدمير حضارة العراق وهدر كرامة الانسان العراقي فمتى نتعلم
الحوار البناء الهادف ونحترم رأي الآخر دون مزايدات واتهامات متبادلة.؟؟؟
يوم ان دخل المحتل البريطاني في
القرن الماضي أرض البصرة هبت عشائر الكرد بقيادة الشيح محمود الحفيد البرزنجي الذي
زحف علي رأس جيش من مجاهدي الكرد ( ٢٠٠٠ ) فارس نحو الجنوب وساندتهم قبائل
الوسط الباسلة حتى وصلوا جنوبي العراق وهناك في موضع (الشعيبة) بقرب البصرة اجتمع الشيخان
المجاهدان محمد سعيد الحبوبي من مشايخ الجنوب البواسل والشيخ محمود الحفيد والتحم
فرسان الكرد والعرب وكلهم عراقيون ووقفوا في خندق واحد في مواجهة المحتل البريطاني
حتى ان شاعر العرب كان ينشد قائلا :
(ثلثين الجنة للعرب.....و ثلثه لكاك أحمد الشيخ ورجاله).........فأين ذلك الشعور وأين أحفاد أولئك
الرجال.
د.محمد البرزنجي
mbarzingy7@hotmail.com
------------------------
www.zagros.org/content/arabic/arabic-2011-11-08-024.html