لمحة عن الرينيسانس في أوروبا
علي سيريني
أصل البحث باللغة الانجليزية من ترجمة الكاتب نفسه.
ملاحظة مهمة. يعتمد كتّاب العرب في تعريف فترة الرينيسانس الأوروبي على ترجمات غير دقيقة وغير أمينة في وصف هذه الفترة بالنهضة. مصطلح الرينيسانس الذي استعمله اول مرة جيورجيو فاساري باللغة الايطالية (رينيشيتا) لا يعني النهضة على الاطلاق. ومن ثم فإن ترجمة الهيومانيزم بالإنساني والقول أن الإنساني جاء للتعبير عن الدنيوي مقابل الديني ليس قولا خاطئا فحسب بل وخيانة مقصودة لمبادئ العلم، يراد من خلف ذلك تمرير مفاهيم معينة لا أساس لها ضد دين معظم الناس في بلاد المشرق وتحديداً الإسلام. الهيومانيستييون كانوا متدينين ويدينون بالولاء للمسيحية. والإصلاح البروتستانتي ليس سوى حركة أصولية سلفية كان هدفها العودة الى الأصول. لذلك فإنني استعمل مصطلح الهيومانيزم كما في اللغة الانجليزية (بالرغم من أن المصطلح الإنجليزي لا يعني أومانيتاتس أو أومانيستا) و كذلك مصطلح الرينيسانس الذي يعني (الولادة من جديد) كما هو ايضا في الانجليزية لأن المعنى العربي يوحي بالمبهم و بما يُظن في غير محله. أضفت على النص العربي اضافات تلائم السياق المراد إيصاله للقارئ العربي.
تشكل فترة، "عصر الرينيسانس"، أهم مرحلة في التاريخ الأوروبي. وتعتبر هذه الفترة من الزمن، نقطة انطلاق تغيير كبير في الخارطة السياسية والثقافية لأوروبا. بدأ عصر الرينيسانس في إيطاليا وخاصة في فلورنسا في القرن الرابع عشر. ليس هناك شك في أن القرن الخامس عشر هو بدايه تتويج عصر الرينيسانس بتشابكاته وتقاطعاته عبر ظروفه وعوامله. وتزامن صعود عصر الرينيسانس مع ظهور جانبين مهمين. الجانب الأول هو السلطة الجديدة التي ظهرت في جمهوريات المدن في شمال ووسط إيطاليا والتي كانت تحكمها أسر متنافسة من التجار، المصرفيين والتجار البحّارة. والجانب الثاني هو الثقافة الجديدة التي سميت بالهيومانيزم التي تشكلت تدريجيا عبر مراحل. ثقافة الهيومانيزم متداخلة مع تطور مجتمع الرينيسانس عبر علائق بالنظام السياسي الذي مر بمخاض عسير. وتزامنت هذه الجوانب مع مشاركة وتورط المؤسسة الدينية المسيحية الكاثوليكة وشؤونها الدينية والمدنية السلطوية مع قضايا البابوية وهيمنتها على السياسة. الرينيسانس باختصار تعني ولادة جديدة او الولادة من جديد. ويعني هذا أساسا إحياء الآثار الكلاسيكية للإمبراطورية الرومانية. تأثر الهيومانيزم الديني بطريقة إحياء تراث العصور الكلاسيكية القديمة، وبدأ بمراجعة العلاقة مع المؤسسة الدينية ولا سيما نصوصها، العهدين القديم والجديد. وقد تجلى هذا في الحركة الهيومانيزمية في جميع أنحاء المدن الإيطالية في القرن السادس عشر، راسخاً بعمق في المجتمع الإيطالي. وعلاوة على ذلك
لقراءة البحث كاملا بصيغة (بي دي ايف):
------------------------
www.zagros.org/content/arabic/arabic-2012-12-07-029.html