| |||||
| |||||
علاوي.. امل سنة العراق.. بطل مذبحة الفلوجة فاضل قره داغي فجاة اصبح رئيس الوزراء الاسبق ايام مذبحة الفلوجة، اياد علاوي، الشيعي العلماني، املا للسنة العرب في العراق. علاوي رجل حازم، ويحق له ان يكون حازما مادام قد خدم في سلك المخابرات ايام صدام ومادام اتته الجرأة ليهرب من صدام ويتعرض لانتقامه وان عاش في بلد اوربي. فمعارض الطغاة ليس بالرجل الضعيف. وقد عاد علاوي بعد سقوط صدام وكان في ذلك الجمع الذي حصل على مكافاته وكانت المكافأة مجزية؛ رئاسة الحكومة، وليست اي حكومة، فقد كانت اول حكومة عراقية (سنة 2004) بعد انتهاء تجربة مجلس الحكم. افاد علاوي من حزمه بل وربما اراد ان يظهر للسيد الامريكي انه الرجل الذي يمكنه ان يعتمد عليه ويجعل وزارته دائمة، فهو يعرف، وكل الساسة يعرفون، ان اميركا تبحث عن رجل العراق القوي، رجل قوي ومطيع، فالطاعة والقوة كفيلتان بحفظ المصالح الاميركية في العراق، وربما كانت تقبل من ذلك الرجل ماهو اقل من الطاعة اي ان يعقد صفقة مصالح متبادلة، المهم الا يكون معاديا لها والمهم ان يكون قويا. اراد علاوي ان يثبت قدراته للاميركان فكان عنيفا في التعامل مع الفلوجة التي ارّقت القوات الاميركية. اعلن حالة الطوارئ واغلق حدود العراق وشارك بالقوات العراقية في الحملة الاميركية على المدينة انتقاما لمقتل وسحل اربعة من مرتزقة شركة بلاك ووتر الامنية سيئة الصيت (وان اشتهرت سمعتها فيما بعد). وقد كانت الحملة انتقاما من المدينة لمقاومتها القوات الاميركية وكان الحادث ، اضافة الى ردة الفعل، مبررا للقيام بعمل عنيف للغاية ضد المدينة وجعلها عبرة لباقي العراقيين، وقد وصلت الرسالة الى علاوي قبل ان يرسلها الاميركان فعرض ان يكون عونا لهم ضد المدينة. ست سنوات مضين وربما نسي حلفاء علاوي من العرب السنة وممن يمجد المقاومة دور علاوي في الانتقام من المدينة وهاهو الان يصبح بطلا مدافعا عن حقوق السنة العرب ضد المالكي وانصاره. وبما انهم في غالبيتهم العظمى يؤيدون المقاومة المسلحة ويثمنون الاعلام الذي ينشر اخبارها فهم يغضون الطرف عن كون علاوي من اغلق مكاتب قناة الجزيرة في العراق لانها كانت تنقل اخبار المقاومة ولاتسير في ركاب اميركا وقد كانت تغطية طاقمها لمعركة الفلوجة الاولى، التي قاد علاوي الجانب العراقي منها، سببا اضافيا لنقمته. من حق العرب السنة ان يلتفوا حول اي شخص يحقق لهم اهدافهم ولكن من غير المقبول ان يتكلموا عن العمالة ويوزعون تهمة خدمة المحتل باريحية على من لايوافقهم ويتناسوا ماضي علاوي. وما اريد قوله هو اتهام الكرد، عموما، بالعمالة لاميركا، وهي تهمة باطلة، ووصف القيادة الكردية بالمرتبطة بالاميركان، وهو تهمة صحيحة لحد ما. مايريده الكرد من اميركا شئ واحد: ان يكونوا ضمانة لعدم تكرار ما حصل لهم على يد صدام، وهذا هو خيار المضطر حيث لم يظهر السنة العرب وكثير من الشيعة العرب حسن النية، صدقا وليس مناورة، نحو الكرد بما يغنيهم عن الالتجاء الى غير العراقيين، بل ويظهر من كثير من تصريحاتهم تبييت النية السيئة كاننا بهم يقولون: لننته من الاميركان وستعرفون ما نفعل بكم. وفي حين ان ذلك الامل المعقود على اميركا، الذي اؤمن ويؤمن الكثير من الكرد بانه خادع لاننا جربناها، هو جل ما يدفع من الكرد للاعتماد عليها فان هناك اسبابا اخرى تدفع القيادة الكردية لذلك الاعتماد ومنها الحفاظ على مصالحها الحزبية والسلطوية والمادية، وبالطبع ففي القيادة من يحب الارتباط بالاميركان لكن اولئك هم قلة فالقيادة الكردية في العموم متوجسة من نوايا اميركا تجاه الكرد، اي ببساطة انها لاتثق ثقة عمياء في اميركا، واما ما يصدر عن البعض منهم من تصريحات فهو من باب السياسة والمداراة، والقليل منها صادقة وتدل على حماقة لايرقى اليها شك. باختصار الكرد مضطرون للاعتماد على اميركا مع وجود الشك عندهم تجاهها، ولكن هل كان علاوي مضطرا لمساعدة اميركا في ضرب الفلوجة بيد من حديد؟ ولماذا يتناسى من يعادي الكرد ويصفهم بعملاء الاحتلال ماضي علاوي؟ ختاما فلا يمكننا ان نطرح السؤال حول من هو افضل للكرد: علاوي ام المالكي، فكلنا يعرف ان احدهم اسوأ من الاخر وكنا نود ان يقترب العرب السنة، بصدق، من الكرد الذين في غالبيتهم من السنة وهم اقرب الى كردستان لكن يبدو انهم مازالوا يعانون من المرض القديم الذي لازم العرب وكان مصدره الانظمة القومية واليسارية العربية: اما الكل او لاشئ.. لكن لا على الكل حصلوا ولا على القليل حافظوا. www.zagros.org/content/arabic/arabic-2010-10-09-014.html 31-05-2016 www.zagros.org/arabic-articles-2016-05-31-205852 13675 مشاهدة |