| |||||
| |||||
مقارنات عصور وأحداث -1 من هو الملك ... من هو ليس الملك؟ فاضل قره داغي نشر المقال ايام مجلس الحكم العراقى وهو الذي تناوب على رئاسة العراق كل شهر شخصية او رئيس احد الاحزاب العراقية، عربيها وكرديها* هل نعجب عندما يعيد التأريخ نفسه؟ الأعجب هو ألاّ يفعل ذلك. فالأرض هي نفس الأرض بسهولها وجبالها و وهدانها والبشر هم نفس البشر بعقولهم وأهواءهم وحكمتهم وحماقاتهم. فلا غرابة بعد ذلك في أن يكرر إنسان اليوم ما فعله جده الغابر وأن يقع في خطأ وقع فيه. وموضوع مقارنتنا هذه هو وجه شبه بين فترة عاشها العراق القديم والفترة التي يعيشها الآن. الفارق أربعة آلاف عام و تزداد لما يقرب من قرنين لمن أراد الحساب الدقيق، وان اختلف الخبراء في ذلك التاريخ، أما حساب السنة والسنتين فلا يقدر أن يخبرك بها حتى الرجل الخبير. الغزاة جاءوا يومذاك من جبال كردستان وأولئك ليسوا في باب المقارنة مادام سكان جبال كردستان في أيامنا هذه ليسوا غزاة، فهم كــــــــــغيرهم من اهل البلاد؛ بالطبع مع اختلاف. غزاة الماضي، وكانوا يدعون بالكوتيين (و تلفظ بالكاف الكرديةو الفارسية Guti) ، كانوا همجا مقارنة بالسومريين والاكديين، سكان اكثر البلاد المتحضرة في الشرق (مع مصر ايضا) وتلك حقيقة يعترف بها الكاتب دون حرج رغم أن اولئك الغزاة سلف من أسلافه البعيدين و قد عاشوا على أرضه، أو الاصح أنه هو الذي يعيش الان على أرضهم. وأما غزاة اليوم فهم من المتحضرين إن لم يكونوا ، بمقياس الالة والصناعات طبعا، أكثر أهل الأرض تحضرا. هنا أيضا لا مجال للمقارنة وان كـــــــان منطق القوة كثيرا ما يقلص الحدود بين الهمجية و التحضر حتى تصبح كالخيط الرفيع أو أدق. تعتبر الفترة الانتقالية بين انهيار الدولة ألاكدية التي غزت و حكمت من وسط العراق امما شتى و بلاد شاسعة وكانت امبراطورية عصرها، على الأقل زمن مؤسسها سرجون وحفيده نَرام سِن، وبين بدء فترة الحكم الكوتى للعراق أو لجزء منه من الفترات المظلمة فلسنا متأكدين من تفاصيلها. ولا يعرف على وجه الدقة فيما إذا كان الحكم الكوتى قد جاء بعد الانهيار الأكدي مباشرة استنادا إلى قصة (لعنة أكد) التى قالت بان كفر وتجديف نَرام سِن وإهانته للمقدسات جعلت إنليل، كبير الهة سومر يأتي بالكوتيين كالجراد من الجبال، أم أن هناك فترة فاصلة بين الحكم ألاكدي والغزو الكوتى كما ينص على ذلك الثبت السومري للملوك. هذه التفاصيل لاتهمنا كثيرا الآن، فما يهم هنا أيام الملوك الاربعة التى تحدث عنها ثبت الملوك والتي كانت تشبه، ليس تماما ولكن بالتأكيد ليــــس قليلا، أيامنا هذه. فبعد شاركالى شارى (ويعني اسمه ملك الملوك) وقد كان مثل أبيه نَرام سِن ملكا مؤلَّهاً، يورد ثبت الملوك عبارة لايفهم منها، حتى يثبت العكس، سوى الفوضى التي عمت البلاد: ((من كان الملك ومن لم يكن الملك؟ هل كان ايكيكى Igigi هو الملك؟ هل كان نانوم هو الملك؟ هل كان ايمي هو الملك؟ هل كان إيلولو هو الملك؟ كان أربعتهم الملك وحكموا ثلاث سنين)). والكلام لا يحتاج منا لكلام. ما عليك إلا أن تستبدل الأسماء بالأسماء ومجلس الحكم بجماعة الأربعة و تضرب الاربعة بستة وكسر ليكتمل العدد ثم رتوش ولمسات هنا وهناك. والان من هو الملك ومن هو الذي ليس بملك؟ ومن هو الرئيس ومن هو الذي ليس برئيس؟ هل فلان الفلاني هو الرئيس؟ هل علان العلاني هو الرئيس؟ اضافة خفيفة لطيفة تحتاجها عبارة ((كان أربعتهم ملكا)) وهي ببساطة ((وكلهم لم يكن ملكا)) فتصبح ألامور أوضح. وينتهي الأمر بسؤال نتركه للزمان: ((كم سيحكم هذا الرباعي العراقي المعاصر؟)). وبعد هذا فاضحكوا أو ابكوا أو افعلوا ما شئتم فالكلمة الأخيرة للقدر وما علينا لنرى سوى أن ننتظر. قد يحدث الأحسن أو الأسوأ.. ومن يدري فقد يأتي بعد ذلك الهمج. * نشر فى " الجماعة" وهو الملحق العربي جريدة (كومه ل) الاسبوعية التى تصدرها الجماعة الاسلامية في كردستان- العدد 89 من - السبت 17/7/1424 هـ ــ 13/9/2003 م - مع بعض التعديلات.. zagros.org/arabic/a-fadhil/histcopmarison-1.htm 31-05-2016 www.zagros.org/arabic-articles-2016-05-31-210422 12740 مشاهدة |